استيقظ المصريون صباح اليوم، ثانى ايام شهر رمضان الكريم على وقع عدة انفجارات بمحيط قصر الاتحادية، أدت الى استشهاد شخصين وإصابة 13، الأمر الذى أحزن جموع المصريين بأن تحدث مثل تلك الواقعة الشنعاء بالشهر الكريم. وقد استنكر الجميع أحزاب ونشطاء الحادث الإرهابي، داعيين للشهداء بالرحمة والمغفرة ومتمنيين للمصابين بسرعة الشفاء، فى حين حمل البعض منهم مسئولية من استشهد فى رقبة الداخلية التى كان لديها علم منذ 3 ايام ببيان تنظيم أجناد مصر والذى أعلن عن نجاحه فى تفخيخ محيط قصر الأتحادية، ولكن الوزارة قللت من أهمية البيان وأكدت أن الأوضاع الأمنية مستقرة وتحت السيطرة. وقد تعددت ردود أفعال الأحزاب والنشطاء والسياسيين على النحو التالى: فقد كتب مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق، في حسابه على «تويتر»: «رحم الله ضحايا التفجيرات، الذين يدفعون ثمن إرهاب أسود، وتقصير جسيم يوجب المساءلة ومراجعة المنظومة بالكامل»، خاتمًا بقوله: «إنا لله وإنا إليه راجعون». فى حين علق الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، والإعلامي بقناة التحرير، عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك"، إن عدم الرد بمنتهى القوة سيتسبب في اهتزاز صورة مصر أمام الداخل والخارج، موجهًا رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، "على السيد الرئيس أن يرد بمنتهى القوة القانونية حتى لا تتكرر الجريمة، وإلا فالصورة الأمنية سوف تهتز لدى الداخل والخارج، وليعلم سيادته أننا جميعًا خلفه في محاربة التطرف والإرهاب". وقال اللواء محمد الغباشي، عضو الهيئة العليا بحزب "حماة الوطن"، فى تصريحات صحفية، إن مرتكبي حادث تفجيرات "الأتحادية" لم يراعوا حرمة الشهر الكريم مما يدل على أننا أمام جماعة لا تراعي الله ولا تعاليم الإسلام وتتخذ من الدين ستراً لمطامعها السلطوية، مطالباً بتوقيع أشد العقاب على الجناة. وأشار الدكتور محمد ابراهيم منصور، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور ان تفجيرات الاتحادية تؤكد يأس منفذيها من رجوع عجلة الوطن للخلف مشيرا الى ان المسئولية تقع على عاتق المصريين جميعا لإيجاد حلول للمشكلات القائمة واضاف فى بيان للحزب : "الواجب على الدعاة أن يتواصلوا مع الشباب ويبينوا لهم مخاطر العنف والتكفير وحرمة الدماء حتى لا يقعوا فريسة سهلة للأفكار المنحرفة المتطرفة ويشاركوا فى بناء دولتهم بدلا من أن يتم استخدامهم كأدوات لهدمها". فى حين علق المستشار يحي قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، فى تصريحات صحفية قائلاً "ان مرتكبي حادث الاتحادية لا يمتون بصلة للدين الاسلامي وأنهم يحاولون بكافة الطرق تدمير الدولة ولكن لن يكتب لهم النجاح فى ذلك لترابط المصريين جميعا ووقوفهم يد واحدة ضد الارهاب والمفسدين". كما استنكر صلاح صالح، عضو مجلس إدارة نقابة المحامين، الحادث، وطالب الجهات الأمنية بالمزيد من العمل.. وتابع: "رغم أننا نعلم جيدا أنهم يبذلون قصارى جهودهم إلا أن مصر تحتاج أكثر من ذلك، من أجل الحفاظ على أرواح الشعب، خاصة خلال تلك الأيام المباركة". كما أدانت جبهة «شباب الجمهورية الثالثة» بالإسماعيلية، حوادث التفجير التي شهدها محيط قصر الاتحادية، اليوم الاثنين، محملة جماعة «الإخوان» مسئولية هذه الحوادث الإرهابية، التي أسفرت عن إصابة 8 وإستشهاد 2 من قوات الحماية المدنية. وأكد سليمان الحوت أمين عام الجبهة بالإسماعيلية، أن فرحة المصريين لن تهتز بتفجيرات اليوم ، بالرغم من تدخل الجماعة في إفساد تلك الفرحة الأولى لذكرى ثورة 30 يونيو، والذى أسقط فيها هذا الشعب العظيم حكم الجماعة الفاشية. كما أكدت منال لطفى، رئيس منظمة "مصريات ضد الإرهاب"، إن التراخى الأمني مع الإرهاب الأسود وجماعات الظلام هو الذي سمح للإرهاب بالوصول لمحيط "قصر الأتحادية" وتفجيرها وقتل حراسها فما زالت خطط الأمن لم تتغير فى حين أن الإرهاب يغير خططه وأفكاره وأساليبه وأهدافه ومُصرعلى قتل جنودنا وضباطنا ولا بد أن يغير الأمن من خطط حفظها قادة الإرهاب ويعلمون تحركات الأمن ومواعيدهم ونقاط تمركزهم. وأشارت لطفى، إلى أن تفجيرات محيط الاتحادية يوم 30 من يونيو وقبل أيام من الدعوات للخروج يوم 3 يوليو من شأنها بث الخوف والرعب فى نفوس الناس وهذا ما لم نسمح به. فى حين استنكر حزب البناء والتنمية الحادث مؤكداً إدانته الجهة التي تقف وراءه، وأيًّا كانت مبرراته لما في ذلك من إراقة دماء محرمة شرعًا، كما شدد على أن مثل هذه الحوادث التي تستهدف الأفراد أو المنشآت أمر لا يمكن قبوله شرعًا أو أخلاقًا ولا يصب في مصلحة الوطن. وقال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الأستراتيجية، أن العمليات الإرهابية تراجعت كمًا ونوعًا، موضحًا أن العمليات الإرهابية الأولى استخدم فيها سيارات مفخخة وأشخاص انتحاريين وريموت كنترول للتفجير عن بعد وغير ذلك من الوسائل. وقال غطاس، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج "غرفة الأخبار"، الذي تقدمه الإعلامية دينا عصمت، على قناة "سي بي سي إكسترا"، إن الضربات الأمنية التي وجهتها القوات المسلحة للإرهابيين سواء بسيناء أو داخل البلاد قللت من نسبة العمليات الإرهابية، مشددًا على أن الضربات الأمنية الموجعة التي تمثلت في مقتل قائد أنصار بيت المقدس، "محمد توفيق" المكني بأبوعبدالله، بالإضافة للضربة الأمنية الموجعة بعرب شركس، كلها ساهمت في تراجع حدة العمليات الإرهابية. وعلق أحد النشطاء قائلاً : " جريمة التفجير الإرهابى فى محيط الاتحادية اليوم مسؤول عنها وزير الداخلية وأجهزته بشكل مباشر عبر إهمال جسيم يكاد يصل لدرجة التواطؤ".