نشر موقع"ديلي بيست" الأمريكي تقريرا تناول علاقة دول خليجية بتمويل تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام "داعش" وموقف الإدارة الأمريكية المتغير تجاه هذه المساءلة، وعلاقة ذلك بالأزمة السورية وتطورات الوضع الحالي في العراق. ذكر تقرير الموقع أن "داعش التي تهدد بغداد الأن تم تمويلها لسنوات من قبل المانحين الأثرياء قي الكويت وقطر والسعودية، والثلاثة حلفاء للولايات المتحدة والذي يتضح أنهم لديهم أجندة مزدوجة في مسألة محاربة الإرهاب". وأضاف التقرير أن "حلفاء الولاياتالمتحدة في منطقة الخليج ساهموا في نمو المجموعة المتطرفة عن طريق تمويلهم، بهدف تهديد إيران ونظام الأسد وكذلك التهديد بحرب طائفية بين السُنة والشيعة، مع موافقتهم الظاهرية على رؤية الولاياتالمتحدة الهادفة للاستقرار والاعتدال في المنطقة". وأشار التقرير إلى أن " الممول الرئيسي لداعش هو أثرياء دول الخليج في الكويت وقطر والسعوديةّ، وسط موافقة ضمنية من الأنظمة الرسمية في تلك البلاد، بل انه في كثير من الأحيان أستغل هذا التمويل في عملية غسيل الأموال في هذه الدول وفقا لفصائل معارضة سورية. وأوضح التقرير أن "المفارقة المثيرة للسخرية أن داعش التي مولت من خلال المانحين الكويتيين تحالف الأن مع بقايا النظام البعثي الذي حاول بقيادة صدام حسين احتلال الكويت عام 1990، والآن الكويت تساعد على صعود خلفائه". وأضاف التقرير "الأن داعش تسيطر على المدن العراقية تلو الأخرى ويستحوذون على المال والإمدادات بما فيها الاسلحة والذخائر والمركبات أمريكية الصنع، وأصبح لديهم قدرة مالية بعد ورود أنباء أن مسلحيها استولوا على 430 مليون دولار من البنك المركزي في الموصل، أصبح لديهم الأن دخل ثابت أضاف إلى ما ربحوه عن طريق بيع النفط المناطق مناطق التي يسيطروا عليها شمال سوريا". وأورد التقرير مقتطفات من حديث للباحث أندرو تايلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي قال "الجميع يعلم أن المال القادم من الخليج يمر عبر الكويت، أن النظام البنكي هناك تعرض لمشاكل كبيرة بسبب أنه مثل قناة رئيسية للمال المقدم للتنظيمات المتطرفة في سورياوالعراق". وألقى التقرير الضوء على موقف الولاياتالمتحدة فأضاف "ضغوط الولاياتالمتحدة على حكومات دول الخليج حدثت مؤخرا لتضييق الخناق على الجماعات السنية المتطرفة، في الوقت الذي تضغط فيه الانظمة الخليجية محلياً للمشاركة فيما يبدو أنه حرب اقليمية بين الشيعة والسنة لا مفر منها وتزداد سوءاً يوم بعد يوم". وأشار التقرير إلى أن "الولاياتالمتحدة ودول خليجية دعموا هذا المسلك في البداية، حيث أن هدف داعش الاساسي في هذا الصراع الطائفي الإقليمي هو الحرب على الأنظمة المتحالفة مع إيران من وجهة نظر طائفية، وهو ما يتوافق مع هدف هذه الدول، لكن من الواضح أن الولاياتالمتحدة تدعوهم الأن إلى كف أيديهم لأن الأمر خرج عن السيطرة وأن زمام الأمور الأن أنفلت من أيدي الأنظمة الخليجية وأصبح في يد داعش". وذكر التقرير "أن معهد بروكنجز للأبحاث بواشنطن ذكر في دراسة له أواخر العام الماضي أن "مئات الملايين من الدولارات القادمة من الخليج وجهت للمتمردين في سوريا عبر الكويت، التي سمحت قواعدها البنكية الضعيفة بجمع التمويل للجماعات المسلحة الذي أشارت تقارير أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة، وأضاف تقرير بروكنجز أن دول مثل تركيا والأردن كانت المحطة قبل الأخيرة لدخول المال الخليجي إلى سوريا، وعلى الرغم أن حكومات السعودية وقطر والكويت سنوا تشريعات للحد من تدفق الأموال المشبوهة، إلا أنه لا يزال هناك جهات مانحة تعمل في العلن وأن الحكومة الأمريكية عليها بذل المزيد من الجهد لمنع ذلك". وختم تقرير "ديلي بيست" بأن "استمرار قادة الخليج في السماح للقواعد السلفية في بلدانهم بدعم الجماعات المتطرفة يأتي كرد على إدارة أوباما التي فشلت في تنفيذ تعهد مسبق لدول الخليج بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا ..فرئيس الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كير في 2013 أن ما يحدث من دعم خليجي بقيادة السعودية للجماعات المسلحة يأتي ردا على تراجع الولاياتالمتحدة في مسألة الضربة العسكرية.والإدارة الأمريكية.