حالة من التشتت والضباب لا تزال تخيم على عقول المثقفين المصريين، فمنذ أن حُسم الصراع الانتخابي بين مرشح عسكري، متمثل في المشير عبد الفتاح السيسي، وآخر مدني يمثله حمدين صباحي، وهم في جدل وخلاف حول من الأحق والأجدر برئاسة مصر. أنصار «حمدين» لديهم مشروع ثقافي محدد ضمن برنامجه الانتخابي، يدعمون به وجهه نظرهم، فيما كان الاستياء يجد طريقه إلى مثقفين آخرين لتجاهل "المشير" للثقافة في أي حديث تليفزيوني، بل أنه لم يذكر كلمه واحدة عن المثقفين أو مستقبل الثقافة في مصر. أمس -بعد طول انتظار- اجتمع المشير عبد الفتاح السيسي بوفد من أدباء مصر، طالبوه فيه ألا يشهد عهده أي نوع من أنواع القمع في حال فوزه بمنصب الرئيس، في إشارة واضحة إلى قضية الشاعر عمر حاذق، والكاتب كرم صابر. قال الكاتب يوسف القعيد: في بداية اللقاء عبر المثقفون عن استيائهم لعدم ذكر المشير للثقافة خلال لقاءاته في الإعلام، ولكننا اعتبرنا لقاءنا به اعتراف بقيمة الثقافة والمثقفين. مشيرًا إلى طرح الأدباء العديد من المشاكل والقضايا الهامة منها: أزمة ميزانية وزارة الثقافة، صناعة السينما، تجديد الخطاب الديني، الحريات والديمقراطية، احترام الرأي والرأي الأخر، إضافة إلى استعادة العقل المصري. فيما قالت الشاعرة والمترجمة فاطمة ناعوت، إن المشير عبد الفتاح السيسى، وعد الأدباء والمثقفين بدمج توصياتهم ضمن برنامجه الانتخابي، ووعدهم بتنفيذها في حال فوزه فى انتخابات الرئاسة بمنصب رئيس الجمهورية. أضافت «ناعوت» أن الاجتماع ركز على مسألة غياب الحركة الثقافية في مصر نتيجة فساد وضعف التعليم وانتشار الأمية، مؤكدة أن الجهل الذي ناصب الثقافة كل العداء وهو "الجهل" الذي كان بسبب سياسة الأنظمة السابقة في التجهيل الممنهج للشعب المصري. كذلك أكد الكاتب فؤاد قنديل، أن معظم المثقفون أبدوا عدم رضاهم عن وضع الثقافة من حيث الأجهزة والتوجهات، وطالبوا "السيسي" بعدد من المطالب أهمها: زيادة ميزانية وزارة الثقافة، إجراء تغيرات جذرية في كل المنظومة الثقافية، أن يكون المركز القومي للترجمة أكبر مما هو عليه بكثير، وأن يناط به ترجمة العديد من اللغات العالمية، ويضاف إليه ترجمه الفكر المصري إلى اللغات الأجنبية. وأوضح «قنديل»، أن معظم المثقفين ركزوا في مطالبهم على حماية حرية التعبير، والحفاظ على الفكر والإبداع من الاغتيال والمصادرة والملاحقة، وتمكينه من الوصول للقاعدة الجماهيرية حتى لا تتكرر الهجمات المضادة للفكر، وللفن والمستقبل.