المذابح الوحشية الصهيونية والاغتيالات ليست غريبة على كيان مغتصب القضية الفلسطينية ليست على رأس أولويات الدول العربية يجب إعادة بناء الجبهة الداخلية الفلسطينية على برنامج نضالي وليس مصالح حمدين صباحي هو الأقرب للقضية الفلسطينية ما زال الفلسطينيون يحلمون بالعودة إلى أراضيهم رغم أننا نمر بالذكرى 66 للنكبة الفلسطينية، تلك المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره.. "البديل" أجرى حواراً مع الناشطة الفلسطينية "عائشة سيفى" التي أكدت أنه مع اقتراب نهاية العقد السابع على القضية الفلسطينية، إلا أن القضية مستمرة، والحلم بالعودة طال، وفي الشتات ستطول النكبة سنوات أكثر.. وإلى نص الحوار.. كيف ترين الذكرى السادسة والستين للنكبة الفلسطينية؟ مرت عقود ستة، واقتربنا من نهاية العقد السابع، وما زالت القضية مستمرة والحلم بالعودة قد طال، نعيد ونكرر كلمات عن النكبة وحق العودة وعلى الأرض، لم يُبقِ العدو الصهيوني على شيء من مقومات حتى أقل من مدينة، فكل الأرض الفلسطينية مزروعة بمستوطنات أو بجدار فصل عنصري فصل الأخ عن أخيه والفلاح عن أرضه والأب عن ابنه، واقتلع ما تبقى من أشجار وأحجار، انغلق الأفق السياسي، وترهلت الأحزاب المعارضة على الأرض، وفي الشتات ستطول النكبة سنوات أكثر. هل القضية الفلسطنية على رأس أولويات الدول العربية؟ ولماذا؟ لا ليست على رأس أولويات الدول العربية، فمن الخليج إلى المحيط ومع ما يزيد عن 200 مليون نسمة يعيشون في هذه الدول مع كل المقومات النفطية والسلاح المخزن في مخازنهم والذي استعمل فقط ويستعمل ضد بعضهم أو ضد شعوبهم، هل من المعقول أنهم غير قادرين على تحرير فلسطين؟! وأيضًا كانوا وما زالوا مشتتين بين خلافاتهم وبين تركيع شعوبهم، وإن ذكرت القضية الفلسطينية، أصبحت فقط في الخطب الرسمية التي لا تعني شيئًا على أرض الواقع. ما رأيك في المصالحة بين حركتي فتح وحماس؟ المصالحة لن تراوح مكانها؛ لأنها بين تيار إسلامي سياسي الجماعة عنده أهم من الوطن وبين مشروع استسلامي مرجعيته أوسلو. وماذا عن المذابح الصهيونية التي تحدث في فلسطين؟ المجازر الوحشية الصهيونية مورست ضد الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب من قرن من الزمن، وما زال القتل والإعدام والتشويه والسجون والمجازر داخل وخارج الوطن والاغتيالات ليست غريبة على كيان مغتصب كيان صهيوني يريد تهويد الدولة، إن القتل الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني لم يمر في التاريخ البشري مثله إلا تاريخ الهنود الحمر وما تعرضوا له عندما قامت أمريكا وبنت على عظامهم ديمقراطيتها. من وجهة نظرك ماذا يحتاج الفلسطينيون ليحصلوا على استقلالهم؟ أول شيء يجب إعادة بناء الجبهة الداخلية الفلسطينية على برنامج نضالي وليس مصالح، برنامج تكون فيه فلسطين هي البوصلة، وهذا لا يتم إلا عن طريق أبناء الشعب الواحد. لا أريد أن أكرر الكلمات الجوفاء عن الدعم العربي رغم أهميته، ودون الهيمنة على القرار الفلسطيني سواء بالنقود أو الضغط الممارس عليهم نيابة عن أسيادهم الصهاينة والأمريكان، نحتاج في هذه المرحلة الوحدة الوطنية الحقيقية. وماذا عن فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية؟ المشروع الصهيوني منذ نهاية القرن التاسع عشر وإلى الآن شعاره تفريغ فلسطين من أهلها، بداية من النكبة، مرورًا بالمجازر الوحشية، انتهاء بتهويد الدولة الذي على أساسه سيتم تفريغ فلسطيني الداخل وحذف حق العودة الذي أخذ قرارًا أمميًّا به، ولم يطبق، مثله مثل عشرات القرارات التي تخص القضية الفلسطينية. كيف يكون تأثير المظاهرات التي تحدث في معظم البلدان العربية لإحياء ذكر النكبة الفلسطينية علي الشعب الفلسطيني؟ مع اعتزازي وتقديري لأي جهد يبذل في أي اتجاه، أقول إنها أصبحت مادة إعلامية تنتهي بانتهاء اليوم وبانتظار عام آخر نضيفه إلى أعوام النكبة. ما الذي يجب فعله لتصحيح مسار الحركة الوطنية الفلسطينية؟ تصحيح السمار الفلسطيني يحتاج إلى جهد وصدق لخدمة القضية وليس لخدمة برامج شخصية حزبية ضيقة، في كل يوم نرى العدو يرص صفوفه ونحن نفترق، يضع خططًا وخططًا بديلة ونحن ما زلنا نرتجل الحلول، تراجعت القضية بعد الانقسام وقبله. ما نريده هو نسف اتفاق أوسلو. كيف ستعود فلسطين مرة أخرى؟ وكيف سيتم التخلص من الاحتلال الصهيوني؟ رغم مرور 66 عامًا على اغتصاب فلسطين والممارسات الهمجية الوحشية التي مورست بحق هذا الشعب، إلا أنه بقي رافع شعار فلسطين لنا من نهرها لبحرها وحق العودة حق مقدس. ستعود فلسطين فقط عندما تتوج الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس تحرري ومساندة حقيقية من الأشقاء العرب وعودة الالتفاف العالمي حو ل مطالبنا العادلة. ما رأيك في حديث مرشحي الرئاسة المصريين "عبد الفتاح السيسي" وحمدين صباحي" تجاه القضية الفلسطينية؟ مصر كانت وما زالت هي العمق الاستراتيجي لفلسطين، ولن تصل الدول العربية إلى التقدم والرخاء لشعوبها طالما هذا الكيان الغاصب مزروعًا بيننا. التضحيات والدماء التي قدمها الشعب المصري للقضية الفلسطينة كانت وما زالت مصدر فخر واعتزاز، كلنا أمل أن تعود مصر لدورها القيادي في المنطقة وتضغط باتجاه إحقاق الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. ومن رأيي أن حمدين صباحي هو الأقرب للقضية الفلسطينية؛ لأننا إذا كنا نريد بناء مجتمع مدني، يجب على رجال الجيش أن يبقى تفكيرهم العسكري في بناء الجيش وقدراته.