كتبت : مي محمود سليم اعتبر البعض قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسليم مصر 11 طائرة أباتشي لتعزيز جهودها في مكافحة الإرهاب، تراجعا عن مواقفها السابقة تجاه ثورة 30 يونيو وفض اعتصامي رابعة والنهضة. لكن الحقيقة التي أكدها خبراء سياسيون ل"البديل" غير ذلك، حيث أوضحوا أن العلاقات الأمريكية المصرية ما زالت متأزمة، وما تفعله أمريكا ما هو إلا محاولة لفرض السيادة على السلطة القادمة، حيث تحاول الإمساك بكل الخيوط للإبقاء على العلاقة مفتوحة مع كل الأطراف. ويقول د. سعيد اللاوندي – خبير العلاقات السياسية والدولية بالأهرام: إن العلاقات المصرية الأمريكية متأزمة حتى الآن، ووالإفراج عن ما يسمى بصفقة الأباتشي منصوص عليه في العقد الخاص بالبيع، فلم يكن من حق أمريكا منع تسليم هذه الطائرات إلى مصر. وأشار إلى أن بنود معاهدة السلام تنص على أن يسلّم ما يتعلق بالمعونة الأمريكية لمصر، وأن إسرائيل طالبت أمريكا بإعطاء مصر المعونة؛ خشية أن تقطع مصر علاقتها بإسرائيل وتهدم معاهدة السلام، وتتحول المنطقة إلى بوتقة حرب، فلو كانت العلاقات المصرية تحسنت مع أمريكا كان من المفترض كنقطة بداية أن تصدر أمريكا بيانا رسميا تؤكد أن ما حدث في مصر هو ثورة وليس انقلابا. وأردف "اللاوندي" أن السياسة الأمريكية تجاه مصر كانت ولا تزال بعيدة كل البعد عما يسمى بالمصالحة مع الشعب المصري، مؤكدا أن هذا القرار لا علاقة له بالمصالحة مع المشير السيسي، خاصة أنهم يعتبرون السيسي رمزا الانقلاب. وأوضح د. رفعت سيد أحمد – أستاذ العلاقات الدولية – أن قرار الولاياتالمتحدة بتسليم مصر أحد عشرة طائرة أباتشى فى ضوء تحسين العلاقات المصرية الأمريكية، خطوة من خطوات الضغط على مصر، ومحاولة لفرض السيادة على السلطة الجديدة، سواء كان ذلك باستخدام طريقة الترغيب أو الترهيب، وأضاف أنه يجب على مصر أن تتخلص من تلك السيادة، وألا تقبل بمحاولة سيطرة الولاياتالمتحدة عليها، لأن أمريكا لا صديق لها، فهى مع مصلحتها دائما، وإن كانت ترى مصلحتها فى تحسين علاقتها بمصر فستقوم بتحسين علاقتها بها، ولكن هدفها الأول والأخير هو الحفاظ أمن إسرائيل، وعندما سترفض مصر السيادة الأمريكية عن طريق رفض المعونات العسكرية، فسيترتب عليه استقلال وطنى، واستقلال فى صناعة القرارات، وهذا أهم ما فى الموضوع . وقال د. حسن نافعة – أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن أمريكا تحاول الإمساك بكل الخيوط للإبقاء على العلاقة مفتوحة مع كل الأطراف، موضحا أن قرار أمريكا لا يعتبر رفعا كاملا للحظر المفروض على السلاح، فالولاياتالمتحدةالأمريكية اختارت تزويد مصر بطائرات الأباتشي لمقاومة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فهي تعترف بأن مصر تواجه حربا إرهابية. وتابع أن قرارها هذا لا يعتبر تراجعا عن مواقفها السابقة تجاه عدد من الأحداث في مصر، مؤكدا أن أمريكا تظن أن موقفها هذا سيسمح لها بالإبقاء على الجسور مفتوحة مع مصر، وهي تنتظر نتائئج الانتخابات الرئاسية حتى تحدد موقفها النهائي من النظام القادم.