أنهى المخرج أحمد عواض، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، الجدل المثار حول أزمة الفيلم الأمريكي «نوح»، بعد إعلان علماء الأزهر قرارهم الخاص برفض عرض الفيلم في مصر، مقررًا موافقة الرقابة على الترخيص بعرض الفيلم، استنادًا إلى مواد القانون التى تخص الرقابة دون غيرها بحق الترخيص لأي عمل فني. «عواض» استشهد في مذكرة تقريره الذي رفعه إلي وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب، في محاولة لاحتواء الأزمة، بالرجوع إلى الوقائع السابقة والمماثلة، وتحديدًا قرار الرقابة على المصنفات الفنية رقم 58 لسنة 2004، بتاريخ 20/3، المتعلق بالترخيص بعرض فيلم "آلام المسيح" والذي جسد شخصية السيد المسيح، من إخراج ميل جيبسون، وعرض عرضًا عامًا للكبار فقط، بسبب مشاهد العنف والدم، فضلًا عن وقائع أخرى في خمسينيات القرن الماضي. واستشهد الرقيب في تقريره كذلك بعدد من مواد القانون رقم"430″ لسنة 1955، ولائحته التنفيذية رقم "162″ لسنة 1993، الصادر عن مجلس الوزراء، والذي جاء فى المادة الثانية منه "تتولي الإدارة العامة للرقابة على المصنفات بوزارة الثقافة، الرقابة على الأعمال المتعلقة بالمصنفات السمعية والبصرية، وتختص هذه الإدارة بمنح تراخيص تصوير المصنفات المشار إليها أو تسجيلها أو أدائها أو عرضها أو إذاعتها في مكان عام أو توزيعها أو تأجيرها أو تداولها أو بيعها أو عرضها للبيع أو تحويلها بقصد الاستغلال". وهو ما استند إليه «عواض» فى حق "الرقابة" وحدها بإصدار التراخيص، وذكر في تقريره أيضًا نص الفقرة الثانية من المادة الثامنة من اللائحة التنفيذية "ولا يجوز على وجه الخصوص الترخيص بأي مصنف إذا تضمن الدعوة الإلحاد والتعريض بالأديان السماوية، وكذلك تصوير أو عرض أعمال الرذيلة أو تعاطي المخدرات على نحو يشجع على محاكاة فاعليها، والمشاهد الجنسية المثيرة وما يخدش الحياء والعبارات والإشارات البذيئة، وعرض الجريمة بطريقة تثير العطف أو تغري بالتقليد". وأشار الرقيب في تقريره، أن هذه اللائحة بموادها هي المرجعية الوحيدة، وبمراجعة القانون ولائحته التنفيذية بكل بنودها، تبين عدم وجود أي من النصوص التي تعطي الحق للمؤسسات الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة، القيام بدور في هذا الشأن بشكل قانوني. وبصدور القانون رقم "102″ لسنة 1985، والذي نشر بالجريدة الرسمية في 4/7/1985، حسم المشرع أي خلاف في الرأي حول الرقابة على طبع ونشر وتداول المصحف الشريف، وذلك بالنص في المادة الأولي منه على أن "يختص مجمع البحوث الإسلامية دون غيره بالإشراف علي طبع ونشر وتوزيع وعرض وتداول المصحف الشريف، وتسجيله للتداول، والأحاديث النبوية، وفقًا لما تقرره اللائحة التنفيذية للقانون، رقم "103″ لسنة 1961، بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها"، وعليه يختص ذلك بالمصحف الشريف فقط دون غيره من المصنفات بكافة أشكالها. على جانب آخر، لم تحسم دور العرض السينمائي في القاهرة والمحافظات حتى اللحظة، موقفها من عرض الفيلم، خوفًا من تعرضها لأي أعمال تخريبية، خاصة بعد التهديدات بحرق السينمات التي تعرض الفيلم، وهو ما اتفق عليه بعض الموزعين، دون إعلان رسمي. السينمائيون وصفوا قرار الرقيب أحمد عواض، ب"تبرئة الذمة" من الأزمة، وحتى لا يظل متهمًا بالتخاذل وعدم اتخاذ قرار لصالح "حرية الإبداع"، التي انتصر لها وفقًا للقانون، مع توقع البعض نشوب أزمة بين الأزهر والرقابة. يذكر أن فيلم "نوح" إنتاج أمريكي، ومن إخراج دارين أرنوفسكي، وكتابة أرنوفسكي وآري هاندل، بطولة راسل كرو، أنطوني هوبكنز، إيما واتسون، جينيفر كونلي، لوجان ليرمان.