قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أمس، إنه بعد أسبوع من الصمت النسبي، بدأت أوروبا والولايات المتحدة في استعراض عضلاتها، على الأقل لفظيًا، بالرد على الرئيس فلاديمير بوتين، حيث هددت أمريكا بعزل روسيا اقتصاديًا بعد إلغاء سلسلة من الاجتماعات الدولية، كما اقترحت أيضًا استبعادها من مجموعة الثماني. وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس الشيوخ يدرس فرض عقوبات على البنوك والممتلكات والتأشيرات الروسية، كما حذر وزير الخارجية البريطاني "وليام هيج" من أن التدخل في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا ستكون "تكلفته كبيرة" على موسكو. إلا أن هذه التهديدات تظل حتى الآن – من وجهة نظر الصحيفة – رمزية، حيث لا تزال الدول منقسمة حول كيفية الرد على موسكو، ففي حين تتخذ دول البلطيق وبولندا موقفًا متشددًا وتؤيد ألمانيا إجراء حوار معها، تمخض اجتماع بروكسل ليلد فأرًا. ورأت الصحيفة أن بوتين يتابع ببرود ردود فعل الغرب قبل معرفة الخطوة المقبلة التي سيتخذها، فقد نجح بالفعل في السيطرة على القرم دون أن يطلق جنوده رصاصة واحدة، موضحة أن الإجراءات التي ينوى الغرب اتخاذها لا تهدف للعودة إلى الوضع السائد قبل الأزمة وإنما لمنع التصعيد العسكري. ولتأكيد ارتباط القرم بروسيا، أعلن الكرملين بناء جسر يربط بين الأراضي الروسية وشبه الجزيرة الأوكرانية ذات الأغلبية الناطقة بالروسية، ويمتلك الرئيس الروسي أيضًا أسلحة أخرى مثل الطاقة والاقتصاد والسياسة وكلها كروت قام الكرملين باستخدامها من قبل خلال السنوات الأخيرة لإبعاد الدول السوفيتية السابقة من التقارب مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. وأوضحت الصحيفة أن رئيس الدوما أكد أن تدخّل الجيش الروسي في أوكرانيا "غير ضروري الآن" إلا أن هذا لا يعني أن الكرملين تنازل عن أوكرانيا، ناقلة عن أحد المراقبين قوله "إن بوتين يراهن على ضعف وانقسام الغرب، فهو يتابع ما يجرى على الساحة السياسية ويحلل توازنات القوى قبل اقتراح حلا للأزمة يكون الأفضل له".