تكررت في الآونة الأخيرة ذكر أسم جماعة "أنصار بيت المقدس" والتي ارتبط أسمها في أذهان المواطنين بالأعمال الإرهابية والتفجيرية، واستهداف الشرطة والجيش والمنشآت العسكرية والشرطية، والعامة وبعض الشخصيات والقيادات والافراد وخاصة عقب ثورة "30 يونيو" وعزل الرئيس "محمد مرسي"، ليصل حجم عملياتها الارهابية فى مصر الى 35 عملية ارهابية ، اعلنت عنها انصر بيت المقدس مسئوليتها عنها منذ نشأتها حتى الان . تلك الجماعة التي تحارب الجيش والشرطة المصرية، والتي ظهرت علي الساحة ك كونها محاربة لإسرائيل ومدافعة عن القدس وحق الشعب الفلسطيني، إلا أنها لم ترفع سلاح في وجه جندي إسرائيلي بل وتقف كالصنم أمام الأعمال الإجرامية والممارسات التي يرتكبها "الكيان الصهيوني" في الشعب الفلسطيني، وتحولت إلي "كابوس" والقنبلة المؤقتة التي تنفجر باستمرار في وجه المصريين، لتسبب لهم مزيد من المتاعب والشقاء والحزن والآسي . حيث تكررت الكثير من العمليات التفجيرية والإرهابية ليس فقط في سيناء بل وفي باقية محافظات مصر، كان أخرها حادث تفجير مديرية أمن المنصورة والتي راح ضحيتها أكثر من "15″ شهيداً و "135″ مصاباً، ذلك بخلاف الخسائر المادية، والتي أعلنت تلك الجماعة التكفيرية مسئوليتها عنها، والتي عادة ما تتباهي وتعلن عن نفسها وعن عملياتها الإرهابية من خلال بيانات تعلنها علي صفحتها الخاصة أو المنتديات الجهادية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالإضافة إلي الفيديوهات التي تنشرها علي المواقع الإخبارية والتي توضح طريقة تنفيذ تلك العمليات ومنفذيها، والتي عادة ما تظهر في بديتها العمليات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل في الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلي وضع العلم الفلسطيني خلف منفذ العملية، لتوضح أنها مدافعة عن حقوق الفلسطينيين، والتي لم تطلق طلقة واحدة في وجه الاحتلال الغاشم، ولم تستطيع حتى التحدث عن الممارسات البشعة من اغتصاب الأرض وهتك العرض وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وهدم المنازل، كل هذه الممارسات التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين، بل وتكتفي وتتفرغ لقتال أو الجهاد ضد جيشنا وذلك علي حسب وصفهم، والذين يصفونه بالكافر . حيث كان الظهور الأول لجماعة "أنصار بيت المقدس" للمرة الأولي علي الساحة تحديداً بالعام الماضي 2012 م، والتي أعلنت فيه مسئوليتها عن تفجير خط الغاز بسيناء، عن طريق فيديو عُرض علي موقع التواصل "اليوتيوب" ، وذلك بزعم أن مصر تزال تصدر الغاز لإسرائيل، وتوالت بعدها العمليات التفجيرية التي ارتكبتها تلك الجماعة وخاصة بعد عزل "مرسي"، هذا وقد رصدت "البديل" تلك العمليات التي شهدتها سيناء والمحافظات الاخري والتي تمثلت في : فعلي مستوي شبه جزيرة سيناء في 7 من سبتمبر 2013، أصيب 3 من الجنود أثر انفجار العبوة الناسفة، حيث شن أفراد تلك الجماعة هجوماً إرهابياً باستخدام عبوة ناسفة بمنطقة الشيخ زويد، لاستهداف آلية عسكرية . 12 من سبتمبر 2013، أستشهد 6 جنود وإصابة 7 آخرون من القوات المسلحة، لتعرض هجوم إرهابي بواسطة تفجير سيارة ملغومة، تبعه إطلاق 3 قذائف صاروخية علي أحد المقرات الأمنية برفح ، ونقطة ارتكاز أمنية . 16 سبتمبر 2013، أصيب 8 أشخاص بينهم 7 من قوات الأمن، أثر انفجار لغم أرضي، أثناء مرور حافلة تابعة لقوات المسلحة علي طريق الدولي " العريش – رفح " . 20 سبتمبر 2013، أصيب 10 من أفراد الجيش المصري بمدينة رفح، أثر انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور 3 مدرعات تابعة للجيش بالقرب من قرية "السادوت" في مدينة رفح . 26 سبتمبر 2013، أصيب 4 من أفراد القوات المسلحة، أثر انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور مدرعة للجيش بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء . 1 أكتوبر 2013، أصيب 3 مجندين من أفراد القوات المسلحة نتيجة انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور موكب يليهم 3 حافلات لنقل أفراد من الجيش . 7 أكتوبر 2013 ، لقي "5″ مصرعهم، وأصيب 50 آخرون من ضباط وجنود من الجيش ، أثر انفجار سيارة مفخخة أمام مديرية جنوبسيناء بمدينة الطور . 29 أكتوبر 2013، أصيب 3 من أفراد الجيش الثالث الميداني، أثر انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور سيارة اللواء " سيد عبد الكريم " مساعد قائد الجيش الثالث الميداني بمنطقة " الحسنة " بوسيط سيناء . 10 أكتوبر 2013، أستشهد 4 من أفراد الجيش، وأصيب 3 آخرون أثر هجوم انتحاري بسيارة مفخخة بالعريش . 11 أكتوبر 2013، أصيب ضابط من الجيش، وأصيب 8 آخرون أثر 6 انفجارات استهدفت مدرعات تابعة للقوات المسلحة بمدينة " رفح – الخروبة " . 22 أكتوبر 2013، أستشهد 2 بينهما رجل أمن، وأصيب 5 آخرون، أثر انفجار 4 عبوات ناسفة أثناء مرور ناقلة للجنود و مدرعة تابعة للجيش بالطريق الدولي " العريش – رفح " بالقرب من قرية "السادوت" برفح . 24 أكتوبر 2013، أصيب 2 من أفراد الجيش بشظايا، أثر انفجار عبوة ناسفة في سيارة إطفاء تابعة للجيش المصري بمدخل مدينة رفح . 27 نوفمبر 2013، أصيب 4 من عناصر قوات الأمن الوطني، أثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت ناقلة تابعة للجيش بمنطقة الشيخ زويد . 20 نوفمبر 2013، أستشهد 11 من أفراد الجيش وإصابة 37 آخرون، أثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة تابعة للجيش بمنطقة الخروبة بسيناء . بالإضافة إلي استهداف قيادات الجيش والشرطة والشخصيات العامة والوطنية وشيوخ القبائل والأقباط بشكل متعمد مثل " مفتش الداخلية العميد " محمد هاني " الذي استهدفوه في سيارته، وأيضا استهداف سيارة اللواء " احمد وصفى " رئيس أركان الجيش الثاني الميداني بمدينة الشيخ زويد ولكنه لم يصبه مكروه، فضلاً عن محاولة اغتيال اللواء "محمد إبراهيم" وزير الداخلية، بالإضافة إلي اغتيال المقدم " محمد مبروك " الضابط المسئول عن ملف " الأخوان المسلمين " بمدينة نصر، تلك الحادث الذي سبق ذكري إحياء أحداث "محمد محمود" بأيام قليلة أيضا اغتالت تلك الجماعة الشيخ " عبد الحميد السلمي" وهو احد كبار عائلة "الفواخرية" بالعريش ونائب المحافظة بمجلس الشورى الأسبق واحد الداعمين لثورة 30 يونيو والمفوضين للفريق السيسى، وغيره من شيوخ القبائل والشخصيات العامة التي اغتيلت في ظروف غامضة . ثم تطل علينا تلك الجماعة بأبشع صورها، عندما قتلت المجند "سيد عليوة"، الذي استشهد في الاشتباكات التي دارت بين قوات الجيش والعناصر المسلحة بقرية "المهدية" برفح، الجمعة الماضية 20 ديسمبر، حيث قاموا بالتمثيل بجثته والطواف بها علي عدة مناطق بقري رفح ووضعوا أحذيتهم في "فمه"، وتركوه أمام احد المساجد بمدينة "الشيخ زويد" ثم فروا هاربين، وذلك عقب الاشتباكات العنيفة التي دارت علي مدار اليوم بالقرية، بعد توارد معلومات عن تواجد "شادي المنيعي وكمال علام" بالقرية ، وهما أحد أخطر القيادات التكفيرية بالمحافظة، وأحد زعماء جماعة "أنصار بيت المقدس"،حيث أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل "3″ من العناصر الإرهابية، واستشهاد"3″ من قوات الجيش من بينهم "عيلوة"، وإصابة "8″آخرين، 7 مجندين وفتاة . هذا وتأتي الجماعة بعملية تفجيرية جديدة وهي الاقوي من نوعها، وهي تفجير مبني مديرية الأمن بمحافظة الدقهلية، هذا الحادث الإرهابي الغاشم الذي راح ضحيته "15″ شهيداً و "135″ مصاباً، بخلاف الأضرار المادية التي طالت المباني المجاورة للمبني والمنشآت، وقد أعلنت تلك الجماعة الإرهابية مسئوليتها عن الحادث من خلال فيديو بثته علي موقع التواصل "اليوتيوب"، ثم أكدت علي اعترافها بنشر بيان لها من خلال منتدياتها والصفحات الجهادية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" . حيث أكدت الجماعة في البيان وحرصت من خلاله التأكيد علي 3 أهداف أساسية والتي تمثلت في، أولاً : توضيح "الدافع" عن نفسها وعن الدين، والذي اتخذته ستاراً لأعمالهم الإجرامية، التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي، ومبرر لخداع البسطاء، وإقناعهم بأنهم يقومون بتطبيق شرع الله في الأرض، وذلك عندما ذكرت في بيانها قائلة : " إقامة لفريضة الجهاد في سبيل الله، ورد عادية الطغاة الظالمين، ورداً على ما يقوم به النظام المرتد الحاكم من محاربة للشريعة الإسلامية وسفك دماء المسلمين المستضعفين وانتهاك أعراض نسائنا وأخواتنا، قام إخوانكم في جماعة أنصار بيت المقدس بفضل وتمكين من الله باستهداف مديرية أمن الدقهلية، أحد أوكار الردة والطغيان التي طالما كانت حربا على الإسلام والمسلمين" . ثانياً : "الإجلال والتعظيم" للعملية التفجيرية وتوقير منفذها، فجاء في البيان يوضح تلك النقطة عندما ذكر : "انبرى لهذه الغزوة المباركة ليث من ليوث الإسلام وبطل من أبطاله، الأخ الاستشهادي "أبو مريم" الذي امتطى صهوة جواده مدافعاً عن دينه راجيا ثواب ربه، وقد أكرمه الله بالإثخان في أعدائه والفتك بهم، فإلى الجنود والضباط نكرر نصيحتنا لهم بترك الخدمة مع ميليشيات "السيسي ومحمد إبراهيم"، وليعتبروا مما رأوه في إخوانهم إذا أرادوا الحفاظ على دينهم ودنياهم، وليعلم كل من في هذا النظام أنه محارب لله ورسوله وأننا ماضون بإذن الله في قتالهم حتى يقام شرع الله وتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى". وثالثاً "النصح والذي حمل بطياته التهديد لأفراد الشعب ولقوات الجيش والشرطة، عندما توجهت في البيان لتحدث كافة المصريين قائلة : "إلى كل مسلم غيور على دينه : استجب لأمر ربك ولا ترضى بالذل والهوان ولا ترضى بغير شرع الله دستوراً وحاكماً ولا ترضى بغير الجهاد في سبيل الله سبيلاً، وليعلم أهلنا في مصر أننا ما سلكنا سبيل الجهاد إلا دفاعاً عن الإسلام وثأرا لدماء المسلمين وأعراضهم، فنناشدكم الابتعاد عن المقار الأمنية للنظام المرتد وقواته، حرصا على حياتكم ودمائكم المعصومة" . وعلي الجانب الأخر تشن قوات الجيش عملياتها العسكرية بشكل مستمر ومتواصل في سيناء، والتي تتخذها تلك الجماعة مركز انطلاق لعملياتها، حيث تستوطن تلك الجماعة قرية "المهدية" برفح كمقر لهم، كما تجمع المعلومات الكافية عن قيادات وأفراد تلك الجماعة والتي أصبحت من أخطر الأعداء علي الأمن الوطني المصري، والتي تسببت في سيل الكثير من دماء جنودنا الطاهرة، وذلك من أجل القضاء عليها، خاصة أن البلاد تستعد لاستقبال أكثر من مناسبة في الأيام المقبلة، منها أعياد الميلاد للإخوة الأقباط، والاستفتاء علي الدستور المصري والذي هددت جماعة الإخوان "الإرهابية" بحريق البلاد إذا تم الموافقة عليه، فضلاً عن ذكري ثورة "25″ يناير، والعديد من المناسبات والتي تستعد قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة لاستقبال تلك المناسبات بكل طاقتها، تأهباً لحدوث أي أعمال عنف جديدة من قبل الجماعات الإرهابية وعلي رأسها جماعة "أنصار بيت المقدس" .