كشفت الأمطار الغزيرة التى شهدتها محافظة البحيرة خلال الأيام القليلة الماضية عن سوء أوضاع البنية التحتية وكانت مدينة رشيد الساحلية الأكثر تاثرًا بتلك الموجة من الأمطار. وقد تعرضت المدينة الأثرية إلى خطر شديد وتحولت مساجدها الأثرية إلى بحيرات من المياه الراكدة بعد توقف الصرف الصحى عن العمل تماما وانسداد تام فى بلاعات الصرف فى كل شوارع المدينة. "البديل"رصدت بكاميرتها حجم المأساة التى تشهدها الآثار الإسلامية بالمدينة: فها هو مسجد المحلي ثانى أكبر المساجد الأثرية إلى بحيرة مياه كبيرة تهدد ماتبقى به من أساس بعد أن تحول إلى مخزن ومأوى للحشرات من كل الأنواع على مدار أكثر من الخمس سنوات الأخيرة. ويقول السيد العاصي- خبير سياحى-:"العديد من المناطق الأثرية بمدينة رشيد مهددة بالخطر بعد محاصرتها بالمياه الجوفية ومياه الصرف الصحي، وقد كشفت الأمطار الغزيرة خلال الأسبوع الحالى عن سوء أحوال الآثار الإسلامية برشيد. وأضاف أن مشروع تطوير رشيد الذى بدأعام 2010 وبلغت قيمة الإنشاءات المنفذة في المشروع 210 ملايين جنيه، والتمويل المطلوب لاستكمال تنفيذ المشروع، يبلغ 447 مليون جنيه، منها 117مليون جنيه للمرحلة الأولي من المشروع لاستكمال أعمال سوقي الخضار والسمك وأعمال المنطقة الأثرية ومناطق الخدمات، واستكمال أعمال الكورنيش والممشى السياحي والمراسي والمعدية. ويرى أن ما يشهده مسجد زغلول الأثرى يتعرض لجريمة كاملة الأركان حيث وصل حجم الإهمال أعلى مراحله وتحول المسجد الأثرى إلى بركة من مياه الصرف الصحى التى تهدد بانهياره تماما دون وجود ردود فعل من المسئولين بالمحافظة أو وزارة الآثار. وناشد أحمد السمرى -أمين لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين برشيد- اللواء مصطفى هدهود -محافظ البحيرة- بسرعة إنقاذ البيوت الأثرية ومظهرها العام، مؤكدا أن إهمال البيوت والمساجد الأثرية فى رشيد جريمة لن تغفرها لنا الأجيال القادمة. وأكد أن الموجة الأخيرة من الأمطار قد فضحت سوء أحوال البنية الأساسية بالمدينة مما يهدد بشكل مباشر الآثار الإسلامية بالانهيار، واعتبر"السمرى" أن ما يحدث فى مسجد "زغلول" و"المحلى" تحديدا كارثة قومية ويجب محاكمة المسئولين عنها. من ناحيته صرح اللواء مصطفى هدهود -محافظ البحيرة- عن اعتماد وزارة الأوقاف لمبلغ مبدئي قيمته 3ملايين جنيه لترميم مسجد زغلول الأثرى برشيد، وكذا تدبير المبالغ المالية اللازمة لاستكمال ترميم مسجد المحلى. وأضاف أنه التقى بالدكتورمحمد مختار جمعة -وزير الأوقاف- بحضور المهندس مجدي أبو عيد – المسئول عن أعمال ترميم ورفع كفاءة المساجد على مستوى الجمهورية- وبحثا مطالب أهالى رشيد لترميم مسجدي المحلى وزغلول والحفاظ على الآثار بالمدينة التي تضم ثلث الآثار الإسلامية بمصر.