صحيح أن لغز وفاته لم يحل حتى الآن، إلا أن العالم يحتفل اليوم بالذكرى ال467 لميلاد عالم الفلك الدنماركي «تيخو براهي»، الذي قلب نظريات العالم البولوني "كوبرنيكوس" رأسًا على عقب، لما حاول أن يثبت أن الكواكب السيارة تدور حول الشمس التي هي بدورها حول الأرض. وكان قد أعلن عالمان دانماركي وتشيكي، هذا العام، الكشف عن سر وفاة عالم الفلك الدنماركي تيخو براهي (1546-1601)، الذي قضى في ظروف غامضة، مؤكدين أن وفاته كانت طبيعية وأنه لم يمت مسمومًا. لكن ذلك لم يرضي المهتمين والمشغولين بسبب وفاة "براهي"، الذي اكتشف أجسامًا أو أجرامًا فلكية جديدة بما فيها نجمة سميت باسمه، ظنًا منهم أنه توفى مقتولًا. وكانت رفات هذا العالم الشهير الذي عاش في القرن السادس عشر، قد أخرجت من مرقدها في براغ في نوفمبر 2012، بغية معرفة ما إذا كان قتل كما تقول روايات بعض المؤرخين. ويتذكره العالم اليوم، السبت، بعد أن بدء "جوجل" الاحتفال بذكراه، على صفحته الرئيسية على الشبكة العنكبوتية، ليوجه موقع البحث العالمي الدعوة لقراءة اكتشافات ونظريات «براهي» في الفلك.. أنشأ "براهي" مرصدًا في "يوراني بورج" فوق جزيرة Hveen، في نحو عام 1571، بعد أن قام بجولة في أوروبا اشترى فيها الكثير من الآلات الفلكية. وجرى في هذا المرصد رصد أهم حادثة فلكية في حياته، فقد شع فجأة نجم جديد في كوكبة ذات الكرسي، وكان تألقه أشد من تألق كوكب الزهرة، وظل مرئيًا طوال ستة عشر شهرًا. وقد أثار ظهور هذا النجم اهتمام "براهي" الذي رصد بعناية تغيرات تألقه، وأجرى عدة قياسات لموقع النجم في محاولة منه لتحديد انزياحه، واستخلص أنه أحد نجوم كرة النجوم الثابتة. وفي تلك الأيام كان معظم الفلكيين يؤمنون بوجهة نظر أرسطو الذي كان يرى بأن النجوم كاملة ولا متغيرة. لكن ظهور نجم جديد في تلك المنطقة وضع هذه النظرة موضع الشك. بالإكراه غادر عالم الفلك موطنه، لأنه فقد إيمانه بالنظريات القديمة للنظام الكوني، وخاصةً بعد موت الامبراطور "فردريك الثاني" الذي يولي المرصد رعاية خاصة، ودب خلاف بين براهي والسلطات الجديدة في الدنمارك، فقبل دعوة الإمبراطور رودلف الثاني (1552- 1612م) في براغ ليصبح رياضي بلاطه.