انتهت أمس الأربعاء مباريات الجولة الرئيسية من البطولة الأقوى لكرة القدم في العالم دوري أبطال أوروبا بتأهل 16 فريقا بشكل رسمي إلى ثمن النهائي، وتحول 8 فرق إلى الدوري الأوروبي، فيما ودع ال8 الباقون المسابقة وانتهى موسمه الأوروبي. وكانت أهم الظواهر التي شهدها هذا الدور هو الفشل الذريع للكرة الإيطالية التي فقدت قبل عامين مقعدها الرابع لصالح ألمانيا لتذبذب نتائج فرقها في البطولة، وودع في هذه النسخة فريقين منها البطولة من الدور الأول لتستمر في إهدار المزيد من النقاط لصالح البوندسليجا. نابولي ويوفنتوس سيكملان الموسم في الدوري الأوروبي بعدما اكتفيا بإنهاء الدور الأول في مجموعتيهما السادسة والثانية على الترتيب في المركز الثالث، ولكن نابولي كان الأسوأ حظا بعد أن قدم بطولة رائعة وحصد 12 نقطة، ولكن تواجده في مجموعة واحدة مع عملاقين هما دورتموند وصيف النسخة الماضية وأرسنال متصدر الدوري الإنجليزي أجبراه على الوداع. أما اليوفي فظنت جماهيره أنه قادرا على تكرار سيناريو الموسم الماضي بعد تعادله في أول ثلاثة مباريات وتأهله بثلاثة انتصارات بعد ذلك هذا الموسم أيضا، ولكن قوة ريال مدريد وعزيمة جالاطة سراي منعته من ذلك، وتأهل الفريق التركي بصحبة ملوك مدريد عن المجموعة. الناجي الوحيد من المجزرة الإيطالية كان فريق ميلان الذي يقدم موسما كارثيا بكل معاني الكلمة على المستوى المحلي، ولكن خبراته الأوروبية وخاصة حارسه المتألق أبياتي قاداه إلى التأهل خلف برشلونة على حساب أياكس الذي يكوّن فريقا شابا لو استطاع الحفاظ على عناصره فسيكون حديديا خلال عامين. الكرة الإنجليزية والألمانية والإسبانية أثبتت مرة أخرى أن السماح لأربعة فرق لكل منها بالتواجد في البطولة لم يأت مصادفة، نجح جميع ممثليهم في التأهل للدور الثاني باستثناء ريال سوسيداد الإسباني ليكون قوام ثمن النهائي ب11 فريقا من أصل 16 ممثلين لتلك الدوريات وبجوارهم فريق من إيطاليا وآخر من فرنسا ومثله من اليونان وتركيا وروسيا. وبعد انتهاء هذا الدور فإن العالم أجمع ينتظر بشغف القرعة المرتقبة يوم الإثنين المقبل للكشف عن المواجهات النارية التي ستقام لقاءات الذهاب لها في منتصف فبراير، وسيكون الحسم على ملاعب أصحاب الصدارة في الأسبوع الأول من مارس. نظام القرعة في البطولة الأوروبية يقضي بأن تلعب الفرق المتصدرة أمام أصحاب المركز الثاني وأن تكون مباراة الإياب على أرض المتصدر، على أن لا يلعب فريقين من دولة واحدة بهذا الدور، وهو ما يعني عدم مواجهة تشيلسي أو مان يونايتد متصدري المجموعتين الخامسة والأولى أرسنال أو مانشستر سيتي صاحبي المركز الثاني في المجموعتين الرابعة والسادسة، وهو الحال ذاته بالنسبة لبايرن ميونيخ متصدر المجموعة الرابعة ودورتموند متصدر السادسة اللذين سيتجنبان بالتأكيد مواجهة ليفركوزن وصيف الأولى وشالكة المتأهل خلف تشيلسي في الخامسة، أما برشلونة وريال مدريد وأتليتيكو مدريد فلا مشكلة لديهم لأنهم جميعا تصدروا على رؤوس مجموعاتهم. الفرق التي تصدرت المجموعات الثمانية هي مانشستر يونايتد وتشيلسي من إنجلترا وريال مدريد وأتليتيكو مدريد وبرشلونة من إسبانيا وبايرن ميوينخ ودورتموند من ألمانيا بالإضافة لباريس سان جيرمان الفرنسي. أما أصحاب المركز الثاني فهم مانشستر سيتي وأرسنال الإنجليزيين وليفركوزن وشالكة الألمانيين وميلان الإيطالي وأوليمبياكوس اليوناني وزينيت الروسي وجالاطة سراي التركي. هذه التقسيمة تجعلنا في انتظار احتمالات لمواجهات نارية في الجولة المقبلة فنجد أرسنال أو مان سيتي مثلا في انتظار موقعة ملتهبة أمام أي منافس بعيدا عن تشيلسي ومانيو، وهو حال ميلان الذي تنتظره مهمة عسيرة في الدور المقبل.