قالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية، أن أسعار النفط قد تعود في القريب العاجل إلى مستواها في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، ويتنبأ محللون أجانب بانخفاضها بمقدار يزيد عن 5 مرات لتبلغ 20 دولارا للبرميل الواحد. لكن الخبراء من الصحيفة لا يوافقون على ذلك ويعتقدون أن أسعار النفط ستواصل ارتفاعها ما دامت سوق النفط موجودة، وتعود أسباب هذه التوقعات المتشائمة إلى النزاع بين إيران والمملكة العربية السعودية. حيث اتخذت الدول الأعضاء في منظمة "الأوبيك" التي تضم إيران والسعودية قرارا بعدم زيادة وتائر استخراج النفط عام 2014، وإبقائه على مستوى 30 مليون برميل يوميا. غير أن السلطات الإيرانية ترى أن هذه القيود تتناقض مع خططها لزيادة استخراج النفط، وقالت طهران إنها جاهزة لتصدير النفط حتى ولو انخفضت أسعاره إلى 20 دولار للبرميل. ويرى الخبراء أن إيران قد تشعل حرب أسعار تعتمد على آلية بسيطة، فيؤدي فيض البضاعة في السوق إلى انخفاض أسعارها، وقد تسفر المنافسة الحادة بين الدول أعضاء "الأوبيك" إلى تخفيض اصطناعي لأسعار النفط من قبل كل الأعضاء، ولا شك أن الأمر مفيد للمشتري، لكنه يؤدي إلى انخفاض أرباح منتجي النفط. ويعتقد كبير الخبراء في اتحاد منتجي النفط والغاز الروسي "رستم تانكايف"، أن فرص تحقيق هذا السيناريو ضئيلة، وأن أسعار النفط لن تنخفض بشكل كبير. ويشير إلى أن ثلاثة مصادر غير متعلقة ب"الأوبيك" تساعد في الحفاظ على توازن الأسعار في سوق الوقود، وهي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، والنفط الرملي في كندا، وما يسمى ب "النفط الثقيل" في فنزويلا. وتعتبر هذه الأنواع من النفط غالية جدا ويبلغ سعر كلفتها نحو 80 دولارا للبرميل، مما يعني أن أسعار النفط في المتوسط لا يمكن أن تنخفض إلى أقل من 90 دولارا. كما يشير "تانكايف" إلى وجود حجج أخرى لا تتعلق بالخلافات بين إيران والسعودية، وبينها الطلب المتزايد على النفط في الصين والهند وباكستان واحتمال تخلي الولاياتالمتحدة عن استيراد النفط في القريب العاجل. لا سيما أن إيران تخطط لزيادة حجم استخراج النفط لتلبية الطلب الداخلي الذي قد يرتفع بعد تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها، ووصف "تانكايف" التنبؤات بانخفاض أسعار النفط إلى 20 دولارا، بأنها "حشو إعلامي"، يهدف إلى زعزعة استقرار سوق النفط والاستفادة منه.