واصلت قوات الثوار الليبيين تقدمها السريع صوب بلدة بني وليد اليوم الجمعة بعد تعرض مواقعها لهجوم من القوات الموالية للزعيم المخلوع معمر القذافي. وقال أحد قادة المعارضة إن قواته بصدد السيطرة على البلدة التي تمثل آخر معاقل القذافي. وقال محمد جويدة أحد المقاتلين لرويترز عند مصنع يبعد 20 كيلومترا إلى الشمال من بني وليد حيث تتحصن قوات المجلس الوطني الانتقالي “تلقينا أوامر من قادتنا ونحن في طريقنا إلى بني وليد اليوم انطلاقا من عدة مواقع.” وكان نازحون من البلدة التي تعد أحد معاقل معمر القذافي ناشدوا المقاتلين الثوار أن يسرعوا وينقذوا عائلاتهم في البلدة المحاصرة بعد أسابيع من المعاناة دون طعام أو مياه صالحين. وبلدة بني وليد الصحراوية التي تعد واحدة من آخر النقاط الساخنة في الحرب الليبية المستمرة منذ سبعة أشهر محاصرة منذ أسبوعين حيث يتحصن موالون أشداء للقذافي في وديانها المنحدرة وتلالها ويقاومون بقوة تقدم قوات الحكومة المؤقتة. وتحتشد قوات الثوار التي تخشى أن تنفر قبيلة محلية قوية خارج البلدة وتوقفت عن إطلاق النار هذا الأسبوع لتعطي المدنيين فرصة لمغادرة البلدة قبل مهاجمتها. وساهمت التضاريس الوعرة للبلدة في تعطيل تقدم قوات الثوار حيث يتركز معظم القناصة وقاذفي الصواريخ الموالين للقذافي في الأراضي الأكثر ارتفاعا داخل المدينة. وفر حاليا أكثر من ربع سكان بني وليد الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف تقريبا من المدينة ولكن الأهالي قالوا إن الميليشيات الموالية للقذافي تحاصر عددا أكبر بكثير من السكان وتهددهم بإطلاق النار على أي أحد يغادر بيته. وأبدى بعض النازحين غضبهم بشكل واضح لعدم إحراز تقدم. وصرخ رمضان كريم “ماذا تنتظرون” بعد أن عبر الخطوط وتوقف عن نقطة تفتيش يحرسها مقاتلون من الثوار عند الأطراف الشمالية للمدينة. وصرخ في الجنود وهو يلوح بقبضته من نافذة سيارته قائلا “اذهبوا الآن.. أنقذوهم.. أهلنا محاصرون في الداخل إنها مدينة أشباح.. يكفي ذلك.. يكفي ذلك.” وبينما توقفت قوات الثوار في مواقعها انتهز بعض المدنيين فرصة توقف القتال ليخرجوا عائلاتهم بأنفسهم. وقال رجل يدعى شريف صالح وهو يتوجه بسيارته إلى بني وليد “عائلتي محاصرة في الداخل... سأذهب لإنقاذهم لا أخشى شيئا.” وأبدى رجال الميليشيات الموالية للقذافي مقاومة أشد ضراوة من المتوقع بقصف مواقع أعدائهم بالصواريخ وبتهديد المدنيين في رسائل تبث من الراديو رغم الاعتقاد بأن أعدادهم تقدر ببضعة مئات. وكانت قوات الجيش الوطني الجديد التي أرسلها المجلس الوطني الانتقالي من طرابلس ومدن كبرى أخرى تعزز مواقعها استعدادا لشن هجوم واسع النطاق بعد أن فشلت في وقت سابق هذا الشهر محاولات سابقة للسيطرة على المدينة بقيادة مقاتلين محليين أقل خبرة. ويحرص حكام ليبيا الجدد على تجنب محاولة فاشلة أخرى للسيطرة على البلدة قد تخرج جهود طرابلس لوضع البلاد بقوة على طريق إعادة البناء عن المسار. وقال قادة عسكريون ميدانيون حول بني وليد إنهم يخضعون لأوامر صارمة للتقدم ببطء وتجنب قتل المدنيين بقدر الإمكان. وقال حافظ بلال أحد المقاتلين الثوار “لا نستخدم ذات الأساليب التي يستخدمها القذافي. نريد مساعدة شعبنا.. كل الليبيين.” وينتظر الجنود عند حواجز التفتيش المتربة شمالي المدينة في صبر الضوء الأخضر للتقدم. وقالوا إن القادة العسكريين تراجعوا عدة مرات عن أوامر بالتقدم في اللحظة الأخيرة مما يساهم في الإحساس بالتوتر على الأرض. وبينما ينتظرون أطلقت القوات وابلا من نيران المدافع الرشاشة في الصحراء وداست على أعلام القذافي التي صادروها من موالين مشتبه فيهم. وسمع دوي انفجارات في أرجاء الوادي عندما جرب الجنود قذائف صاروخية في استعراض للقوة. وشعر كثير من النازحين بارتياح ملحوظ حيث أطلقوا أبواق السيارات ولوحوا بعلامة النصر لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي التي كانت تحييهم خارج البوابات. وقال رجل يدعى أكرم “سعيد لرويتكم.. كنا محاصرين هناك لشهور... ميليشيات القذافي جبناء.. الكل معكم.”