قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية اليوم، إن موافقة الولاياتالمتحدة على البرنامج النووي الإيراني، يبدو أنه خطوة أخرى في رحلة واشنطن داخل منطقة الشرق الأوسط، موضحة أنها لم تبذل أي جهد حقيقي لوقف اندفاع طهران تجاه الأسلحة النووية. وأضافت الصحيفة أنه قبل ثلاث سنوات، في مايو 2010، نشرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحذيرا صارما، وإنذارا، في أعقاب سلسلة التهديدات الخليجية لطهران، وأنها قادرة على حماية العرين الأيرانى من عدة جهات، ولكن الآن أصبحت هذه الكلمات حقيقة واقعة، فواشنطن غير قادرة على فعل شيء والمملكة العربية السعودية ودول الخليج لا تزال تترنح. وأشارت إلى أن العلاقة الخاصة بين واشنطن والرياض كانت حجر الزاوية في السياسة الأمريكية داخل منطقة الخليج والشرق الأوسط لمدة قرن تقريبا، فالولاياتالمتحدة بحاجة إلى النفط السعودي وطريق تصدير آمن عبر الخليج، كما قامت بتزويد المملكة بأسلحة متطورة، ومن هنا اعتقدت دول الخليج أنها في مأمن نتيجة هذه العلاقة الخاصة. ومع سقوط الشاه وصعود "الخميني" في عام 1979، أصبحت دول الخليج تتعامل مع إيران على أنها مصدر التهديد الرئيسي لأمن الخليج، في حين وقفت أمريكا بشكل حازم ضد الأنشطة الإيرانية التخريبية على حد تعبير الصحيفة الصهيونية ، ولكن يبدو أن هذا العصر قارب على الانتهاء. ولفتت الصحيفة إلى أن ما حدث في مؤتمر جينيف جاء بعد سلسلة من الخطوات جاءت بعد قرار الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أن ينأى بنفسه عن الشرق الأوسط، بقرارات الخروج من العراق وأفغانستان، والتخلي عن الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" ودعم جماعة الإخوان المسلمين وإدارة ظهره للنظام المصري الحالي، وخطواته المتعرجة في سوريا كل التفاصيل السابقة تشير إلى الإصرار المتعمد لتحويل الاستراتيجية وتغيير اللعبة، فالجبهة البراجماتية المعادية لإيران وحدت المملكة العربية السعودية ودول الخليج وإسرائيل كشريك صامت، ليس أكثر، كما أن إيران لم تعد عدوة للولايات المتحدة، وينظر إليها على أنها شريك محتمل في إعادة تشكيل الشرق الأوسط. وذكرت أن اتفاق جينيف يبدو أنه نتيجة المحادثات السرية بين طهرانوواشنطن بواسطة سلطنة عمان، وقد فهم الإيرانيون أن "أوباما" يريد أن يبتعد عن مشاكل الشرق الأوسط، وبالتالي كانوا قادرين على تحقيق نتائج لافتة. وأوضحت الصحيفة الصهيونية أن السعودية تعتقد أن الاتفاق يعطي إشارة ضمنية لإيران هذا ما يشكل تهديدا مباشرا لاستقرار المملكة، فعلى المستوى الداخلي تطالب المعارضة السعودية بإقامة نظام ملكي دستوري وتصعد ضغوطتها، ورأت الصحيفة أن إيران انتصرت انتصارا قويا من الدرجة الأولى، فقد فازت على جيرانها الخليجيين، كما أن مصر بصدد تطوير برنامجها الخاص بالطاقة النووية، حسبما قال الحكام الجدد، حيث إن مناقصة المشروع على وشك الانتهاء. واختتمت الصحيفة بقولها: الحقيقة هي أن الولاياتالمتحدة لم تعد أحد عوامل استقرار الشرق الأوسط، كما أن روسيا بصدد العودة القوية في المنطقة وسط بداية سباق الأسلحة النووية.