يعد عام 2013 الذي تتساقط أخر أيامه , من أشد الأعوام حزناً , لرحيل ثلاثة من أنصار الحرية , والفقراء , أبى هذا العام ان يرحل دون ان يحدث شرخ عميق في ذاكرة الإنسانية ,ودون ان يجرح الملايين من محبي هؤلاء القادة الفعليين , الذين وبالصدفة أجتمعوا الثلاثة الذين رحلوا على شئ وهو حب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ليساً لشخصه ولكن لوقوفه بجانب الفقراء ومحولته تحقيق العدالة الاجتماعية . كان من أوائل الذين رحلوا عن عالمنا من هؤلاء الثلاثة هوجو تشافيز رئيس فنزويلا والذي توفي في الخامس من شهر مارس , وقال "تشافيز" عن ناصر " أنا لست شيوعياً، بل أنا ناصرى، أؤمن كما آمن عبدالناصر بأن لكل مجتمع اشتراكيته الخاصة به ." شن "تشافيز" في بلاده حملة قوية ضد الأمية والفقر وسوء التغذية , وكان له موقف حاسم أثناء العدوان الصهيوني على غزة حيث أبلغ السفير الإسرائيلي أنه شخصية غير مرغوبة فيها , في "فنزيلا" ,وقام بخفض التمثيل الدبلوماسي مع الكيان الصهيوني . ثاني شخصيات هذا العام هو أحمد فؤاد نجم "الفاجومي" أو شاعر الشعب , والذي وفاته المنية في الثالث من ديسمبر من هذا العام,وكتب "نجم" قصيدة رثاء في عبد الناصر , على الرغم من أنه ذاق مرارة السجن والتعذيب في عهده بتهمة الشيوعية وجزء من القصيدة : وإحنا نبينا كده من ضلعنا نابت لا من سماهم وقع ولا من مرا شابت ولا انخسف له القمر ولا النجوم غابت أبوه صعيدى وفهم قام طلعه ظابط ظبط على قدنا وع المزاج ظابط فاجومى من جنسنا ما لوش مرا عابت فلاح قليل الحيا إذا الكلاب سابت ولا يطاطيش للعدا مهما السهام صابت عمل حاجات معجزة وحاجات كتير خابت وعاش ومات وسطنا على طبعنا ثابت وان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت ولا يطولوه العدا مهما الأمور جابت وتأبى 2013 قبل أن تأخذ من الإنساية شخص آخر من ملهمين "ناصر" وهو نيسلون مانديلا زعيم جنوب أفريقيا الذي توفي بعد "نجم" بيومين في الخامس من ديسمبر , والذي قال عن "عبد الناصر" " كان لدي موعد قد تأخر ربع قرن مع رجل رفعت رأسي من بعيد كي يراه، ثم حالت ظروف قاهرة بينه وبيني لألقاه، وحين جئت إلي مصر فقد كان من سوء حظي أن جمال عبد الناصر لم يعد هناك سأزور فى مصر ثلاث أماكن الأهرامات و النيل العظيم و ضريح الرئيس جمال عبد الناصر." والمفارقة هنا ان الثلاثة شخصيات لم يلتقوا ب"جمال عبد الناصر" وجهاً لوجه , ولكنهم أحبوه فقط لأنه أراد أن يرفع عن "المستضعفين" همومهم , وأراد ان يكون لدولته إستقلالها الكامل بعيداً عن التبعية , ورفضه لوجود كيان صهيوني على أراضي عربية.