"وافقت على الزواج من ابن عمي وأنا عندي 14 سنة عشان يفسحني ويشتري لي فساتين وشنط من السعودية .. بعد الهيصة والفرح بدأ الضرب والإهانة، كان عمري 15 سنة ومكنتش باعرف أرضع ابني إزاي".. جمل واضحة وصريحة ..ولكنها صادمة قاسية.. طلقات تكشف عن الجهل والفقر وسجن العادات والتقاليد الذي يقتل به المجتمع أبنائه، حكايات متفرقة عن نماذج تعرضت للزواج المبكر بعضها من توثيق مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، والاخري من لقاءات "البديل". قالت – س .ن- من محافظة اسيوط "حقولك إيه ..أنا متعلمتش ولا أبويا كان متعلم، قلة العلام وحشة، اتجوزت وأنا عندي 15 سنة، ماكانش المأذون ينفع يكتب الكتاب عشان لسة صغيرة، اتجوزت في الأول عرفي، يعني عملنا فرح في الشارع بحضور شيخ الجامع الذي عقد العقد شفوي حتى يعرف كل الناس أنني أصبحت متزوجة، وبعد إكمال السن كتبنا الكتاب عند المأذون". تابعت قصتها قائلة: "بصراحة أنا وجوزي كنا بنحب بعض، ولما اتقدم عشان يتجوزني كنت فرحانة خالص، عشان العيلة وفرحة الفستان والطرحة والهيصة، أول سنة جواز كان عادي، لكن بعد ذلك بدأت المشاكل وبقى كل حاجة يشتمني ويضربني، وأمه ما كانتش طايقاني ولا أخته، كمان كان بيحبسني ويقطعني من أهلي". "ولدت أول بنت وكان عندها مياه في المخ، والدكتور قال إنها ممكن تبقي معاقة، ومش عارفة كان بسبب إني كنت صغيرة على الحمل والولادة.. أم نصيب، بعد كده روحت بالبت أسيوط، عملولها رنين مغناطيسي وكهرباء على المخ، ولحد دلوقتي مش قد كده في التعليم". وتحكي – ز.ف- أسيوط 47 عاما قصتها "حكايتي زي بنات كتير عندنا في البلد، اتجوزت لما كملت 12 سنة، وهذا طبعا عشان العادات والتقاليد عندنا، أصل إحنا في عيلتنا لما البنات توصل لسن الدورة الشهرية ..يبقوا حيتجننوا عشان يجوزوها ..جدي كبير العيلة كل سنة كده يشوف مين من البنات كبر ولازم يتجوز ويشوف مين من الصبيان ينفع للجواز ويجوزهم". "ساعتها كان عنده سبعه وتلاتين سنة وأنا عندي 12، ماكنتش فاهمة أي حاجة، كل اللي أعرفه عن الجواز ان الست بتطبخ لجوزها وتغسل هدومه، وماعرفش أي حاجة تانية، كنت ضعيفة جدا". "لو تعرفوا المشاكل اللي شوفتها في حياتي مش هتصدقوا، من أول الشتيمة والضرب لحد الطلاق، يعني مثلا هو كان أكبر مني 25 سنة، فطبعا كان غيور جدا لدرجة الشك، وهذا أدى للسب والضرب". "هذا بالطبع مضافا إليه المشاكل الصحية، دائما عندي نزيف، غير بهدلة الحمل والولادة والضغط العالي، بس لو كان بيعاملني كويس شوية يمكن ماكانش حصل الطلاق والمشاكل دي كلها، باختصار لو لخصت حياتي يبقي قبل الجواز طفلة مش فاهمة حاجة، وبعد الجواز كنت كارهة نفسي لدرجة اني كنت بتمني الموت كل يوم". "أما بعد الطلاق بقي بلاوي كتير، احنا عندنا في البلد الست اللي تطلق لازم تقعد في بيت أهلها ومتخرجش، كل كلمة أو حركة محسوبة، وكان لازم أخرج عشان شغلي، ودا سبب مشاكل كتير مع اخويا الكبير وأمي، بس صممت أخد سكن لوحدي وأكمل في الشغل". أما أمل علي –50 سنة- قالت ل"البديل" كان عمري 14 سنة بس كان جسمي أكبر من سني وقتها، وكان ليا أخت كبيرة لم تتزوج وأصبح يقال عنها عانس بالرغم أن سنها كان 26، وكان لنا شقيقتين أخرتين أحدهما كان عمرها 13 والاخري 12 سنة. "لم أكن اعرف معنى الزواج، والعلاقة جنسية، النوم عند رجل غريب، أتذكر وقتها أن الفرح كان "دخلة بلدي"، لأن العريس كان صعيدي من قنا وأهله كانوا عايزين يطمنوا على عروسته المصراوية أنها "شريفة"، أرتعش كلما تذكرت ما حدث بي في هذه الليلة، وبعد أن كنت فرحانة بالفرح والفستان والبيت الجديد كرهت نفسي، وكرهت أمي لانها كذبت علي، وذلك الزوج الذي كان يضربني يوميا حتى أطهو له الطعام الذي يفضله، كان يضربني بالكرباج لو أخطأت على أتفه الأسباب. "عندما أنجبت أول طفل لم أكن أعرف طريقة إرضاعه وتغيير ملابسه، وكانت حماتي تنهرني بشدة، وتوبخني دائما، ثم توالت الولادات حتى أصبح لدي أربعة أطفال عند الثلاثين، عانيت كثيرا في تربيتهم. ولكن عندما وصلت ابنتي الوحيدة إلى سن 14 عام وأرادت جدتها تزويجها في الصعيد، وقفت بكل قوتي، وقلت لهم "على جثتي"، ابنتي سوف تكمل تعليمها وتختار شريك حياتها كما تريد، ولن تكرر مأساتي. بينما قالت "ع .ح" – سوهاج- أنا عروسة جديدة، بس دي جوازتي التالتة، جوزي الجديد متجوز من 18 سنة بس لم ينجب الولد، أول جوازة اتحسبت علي "أونطة"، كنت بنت 14 سنة كتبوا كتابي على ابن عمي، أخدوا رأيي ووافقت، بس ما أعرفش حاجة ولا موافقتي تتحسب موافقة، كنت صغيرة وابن عمي بيشتغل في السعودية وبيجيب هدايا، ووافقت علشان يجيب لي شنط وفساتين معاه من بره ويفسحني، وفضلت على ذمته 3 سنين ومتجوزناش، وطول الوقت كان في السعودية. "وصلت لسن 17 وفهمت شوية إن الجواز مش لعب وهدايا، وأن شخصيته مش هي اللي ممكن اختارها النهاردة، وطلبت من أبويا يطلقني ووافق، أما الجوازة الثانية كانت وعمري 18 سنة، وكنت خلصت الدبلوم، وخلفت 4 أولاد وبنت، وحصل مشاكل بعد كده وصلت للطلاق. «الزواج المبكر».. قتل مع سبق الإصرار للفتاة المصرية (الحلقة الأولى)