تفاقمت اعتراضات الكثير من المثقفين والفنانين،على أداء الحكومة، إذاء ذكرى أحداث شارع محمد محمود، وبخاص بعد افتتاح الدكتور حازم الببلاوي، صباح اليوم، الاثنين، النصب التذكاري لشهداء الثورة بميدان التحرير، الذي شيد في الحديقة الوسطى للميدان في يومين، بالتنسيق بين محافظة القاهرة ووزارة الإسكان والتعمير، في غياب كل المختصين بالتصميم المعماري والفنون، وجهاز التنسيق الحضاري. الأمر الذي وصفه الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، ب«الهزلي»، مؤكدًا أن توقيت تجليد ذكرى شهداء الثورة بهذه الطريقة «خاطئ»، وكان من المفروض أن يتم التخطيط له منذ عام مضى، بالتنسيق مع الجهات المختصة وقطاع ونقابة الفنون التشكيلية، ليتم اليوم افتتاحه كحدث عالمي يليق بالهدف منه. وقال صاحب كتاب «فنانون وشهداء: الفن التشكيلي وحقوق الإنسان» ل«البديل»، إن توقيت افتتاح النصب التذكاري للشهداء بميدان التحرير "يجرد الهدف ولا ينفعه"، مسجلًا اعتراضه على شكل ميدان التحرير اليوم، في غيبة كل المختصين وتم "فجأة في يوم وليلة". وأضاف «نجيب»: "كيف يمكن أن يعامل صرح قومي له هذه القيمة، بهذا الشكل البيروقراطي، الأمر الذي يؤكد أن مصيره المستقبلي سيكون الهدم وليس البقاء". هكذا يتفق مع آراء عدد من النشطاء على موقع التدوين العالمي «تويتر»، الذين وصفوا احتفاء الحكومة بالذكرى الثالثة لأحداث شارع «عيون الحرية» مؤامرة مضحكة. وفي سياق آخر، أكد أن فن الجرافيتي لعب دور البطولة في المشهد السياسي خلال أحداث "محمد محمود"، من ناحية التعبير الإبداعي، وأنه "كان من المنتظر أن تنظم المؤسسات الحكومية والأهلية مهرجانًا لفن الجرافيتي، لكونه أفضل من أي تعبير آخر، حتى من التظاهرات، التي تحمل دائمًا خطر الاشتباكات، التي تتحول إلى أعمال دموية، وهو ما لا نريده". وأضاف: لابد أن يكون تركيز الثوار على المستقبل وليس الماضي، ويتم تقديم أعمال إبداعية تليق بهذه الذكرى، بعيدًا عن الحشد الثوري بأسلوب المليونيات، وبعيدًا عن الانقسام بين النشطاء. وبينما أكد المسؤولون بهيئة قصور الثقافة في التقرير الذي أعدته «البديل» أمس عن غياب دور مؤسسات وزارة الثقافة إذاء إحياء ذكرى محمد محمود، أن الهيئة لن تقييم أية فاعليات تخص الذكرى لانشغالهم بالتحضير لأعياد الطفولة؛ أكد «نجيب» أن الجهات المعنية بإحياء هذا الحدث هي هيئة قصور الثقافة، لكونها تتواجد في كافة القرى والربوع بالمحافظات، وقطاع الفنون التشكيلية، لما لديه من تجهيزات وقاعات عرض، متعجبًا من عدم تنظيم أي جهة حكومية معنية بالثقافة لفعاليات خاصة بهذا الحدث، وانشغالها باحتفالات أعياد الطفولة والعام الهجري الجديد. وأوضح أن قطاع الفنون التشكيلية -الذي أكد رئيسه الدكتور صلاح المليجي في التقرير سالف الذكر، توثيقهم لجداريات فن الجرافيتي خلال الثورة خلال العام الماضي- لم يقدم أي معرض أو كتاب عن هذه الرسوم، دون الإشارة عن معنى توثيقها دون أن ترى النور ويراها المجتمع. وبرر مؤلف «التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر»، عدم تقديم أي فعالية لإحياء ذكرى الموجة الثانية للثورة، بأنه "لم تأتي تعليمات لإدراج الحدث في أجندة القطاعات الحكومية المختلفة، والقائمون عليها موظفون يؤدون عملهم بتكليفات"، في إشارة إلى قصور التخطيط. يذكر أن «الببلاوي» وضع اللبنة الأخيرة للنصب التذكاري، الذي يتوسط جزيرة ميدان التحرير الدائرية، صباح اليوم، رافقه محافظ القاهرة، فيما عزفت الموسيقى لحن «يا أغلى اسم في الوجود يا مصر». أخبار مصر- البديل