تناولت صحيفة القدس العربى الاتصال الهاتفى الذى دار بين الرئيس الروسى فلادمير بوتين والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا، حيث قال الموقع إن هذه المكاملة غيرت موقف الرياض من عقد مؤتمر جنيف2 المعنى بالوضع السورى. وأفادت الصحيفة بأن مصدر دبلوماسي روسي يعمل في عاصمة خليجية لا يستبعد أن يقوم رئيس الاستخبارات العامة السعودي الأمير بندر بن سلطان بزيارة قريبة إلى روسيا، ووفق ما ورد في تقرير استخباراتي غربي نشره موقع "تاكتيكال ريبورت" المتخصص في تقديم معلومات استخباراتية حول الطاقة والدفاع في الشرق الأوسط، أن "بندر" يخطط لزيارة روسيا مجددًا للتعاقد على أنظمة دفاعية متطورة، وذلك في إطار جهوده لتعزيز الأنظمة الدفاعية الاستراتيجية للمملكة. ويبدو أن الهدف الحقيقي منها فتح أبواب لتعاون استراتيجي روسي سعودي مباشر يساهم في حلحلة الأزمة السورية وقضايا أخرى في المنطقة في ظل تردي العلاقات السعودية مع واشنطن. ووصفت مصادر دبلوماسية غربية "بندر" بأنه حاليا من أشد الغاضبين في القيادة السعودية على الولاياتالمتحدة وعلى إدارة الرئيس أوباما بالذات"، مؤكدة أن هذا الغضب ليس جديدا، ولكنه تفاقم خلال هذا العام بسبب المواقف الأمريكية المترددة'تجاه الأزمة السورية . ولوحظ أن رئيس الاستخبارات السعودية تعمد ألا يحضر اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكية مع القيادة السعودية في الرياض قبل عشرة أيام، ولم يحضر لقاء العاهل السعودي بكيري الذي حضره أهم أمراء أهل الحكم في السعودية، وفي حينها غادر إلى عمان متعمدا. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر غربية إن الأمير بندر "نقم على الإدارة الأمريكية لعدم موافقتها على المساعدة بالعمل لإعداد انقلاب عسكري على الرئيس السوري بشار الأسد، بل إن واشنطن سربت معلومات عبر عاصمة عربية عن محاولة انقلابية عملت السعودية على المساعدة في إعدادها عن طريق اللواء العسكري السوري المنشق مناف طلاس في صيف العام الماضي، وكان قد جرى التمهيد لها بانفجار مكتب الأمن القومي السوري الذي ذهب ضحيته كبار مسئولي الأمن السوريين". كما أوضحت المصادر الدبلوماسية الغربية في الرياض أن العداء بين رئيس الاستخبارات السعودية وإدارة الرئيس أوباما متبادل ومنذ سنوات، وكان أحد الأسباب الرئيسة التي أبعدت الأمير بندر لنحو عامين عن مهام عمله كأمين عام لمجلس الأمن الوطني في السعودية، ولكنه عاد إليه صيف العام الماضي بالإضافة إلى توليه منصب رئيس الاستخبارات العامة. وتؤكد المصادر الدبلوماسية الغربية في الرياض أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للرياض فشلت في إعطاء الرياض ضمانات ‘مقنعة' بشأن اسس مؤتمر جنيف -2 ولا بشأن الاتصالات الأمريكية مع إيران، وبقيت السعودية مصرة على عدم حضور مؤتمر جنيف -2، ولكن تغيرًا إيجابيا ومفاجئا حدث في الموقف السعودي'بعد المكالمة الهاتفية التي تلقاها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي. ويلاحظ أن الائتلاف الوطني السوري الذي كان بدأ اجتماعاته في اسطنبول بعد المكالمة الروسية 'خفف من موقفه السابق الرافض بحضور جنيف وضغط رئيس الائتلاف المحسوب على السعودية على أعضاء مجلس الائتلاف للإعلان عن الموافقة على الحضور وفق الشروط التي وضعت والمتوقع أن تكون قابلة للتفاوض عليها. وجاء هذا الموقف بناء على طلب سعودي يعتقد أن سببه المكالمة الهاتفية من بوتين للملك عبدالله الذي يبدو أنه أقنع الملك بأن تتم محادثات سعودية روسية تشارك بها المعارضة السورية لبحث التحضير لحضور كل الأطراف السورية لجنيف -2 ، وكشف مصدر ديبلوماسي أن الأمير بندر بن سلطان حضر مكالمة الرئيس بوتين ‘للملك وتولى ترجمة المكالمة بينهما حيث كان مترجما روسيا باللغة الانجليزية ينقل كلام بوتين وكان الأمير يترجم ما يقوله الملك.