الفيلسوف الأسمر «فرانز فانون»: الميل الغريب للتفاصيل لدى المثقف يؤجل انغماسه في هذه الموجة الشعبية العارمة تستعد دار مدارات للأبحاث والنشر، لإصدار كتاب «معذبو الأرض»، للطبيب النفساني والفيلسوف الأسمر فرانز فانون، مع بداية العام الجديد في يناير 2014. يتناول الكتاب العلاقة بين المُستعمِر والمُستعمَر في كيفية إشعال الثورات، وكيفية الحفاظ على الثورة من تلاعبات الاستعمار والنخب المحلية الخاضعة له. ورغم أن "فرانز فانون" كتب لثورات التحرر الأفريقي والآسيوي من الاستعمار القديم، إلا أن إعادة نشره وقراءته الآن، بعد ثورات الربيع العربي، أمر واجب بعد أن فشلت ثورات التحرر الأولى في تحقيق أهدافها، وتجدد نفس الألعاب القديمة في أثواب براقة لاحتواء الثورات الأخيرة، لذلك اعتبره الكثيرون "تقديسًا للحرية". ومن أجواء الكتاب: «إن تصرف المثقف في هذه الفترة (الاحتلال) تصرُّف رجُل انتهازي رخيص، والحقُّ أن مناوراتِه لم تنقطع لحظة، والشعب لا يريد أن يُبعِدُه أو أن يُحرجه. فما يُريدُه الشعب هو أن يكون كل شئ مشتركًا.. وجود ذلك الميل الغريب إلى التفاصيل لدى المثقف هو الذي يؤجِّل انغماسه في الموجة الشعبية العارمة». الجدير بالذكر أن مجلة "الدوحة" احتفت في عدد شهر سبتمبر الماضي، بذكرى أعمال فرانز فانون، المفكر المارتينيكي المولد، الجزائري الانتماء، من خلال إعادة قراءة نفس الكتاب، وتضمن العدد مقالة عن توفيق صالح ورفيق صبان، بعنوان "وداع في يوم قائظ"، وفي باب الأدب حوار مع خليل كلفت بعد 50 عامًا من الأعمال الشاقة، أجراه محمد بركة، وفي باب ترجمات قرأت لليديا دافيز "الحبكة أهم من الشخصيات واللغة"، ترجمة محمد عبد النبي، وفي باب نصوص "يومان للغضب، أو كم الساعة الآن" لرضا البهات، و"زهرة الزنبق" ليونس محمود يونس، و"ثلاث قصائد" لعلي عطا. ومن أفكار فرانز فانون: «إن الأشكال الوحشية التي يجسدها وجود المحتل على الأرض قد تزول زوالاً تاما. والواقع أن زوالها هذا لا يعدو كونه تخفيضاً للنفقات التي ينفقها المحتل، ولا يعدو كونه إجراءاً إيجابياً من اجل الحيلولة دون بعثرة قواه. ولكن الشعب الخاضع للاستعمار لا يلبث أن يدفع ثمن ذلك باهظاً، يدفع ثمنه مزيداً من تحكم الاستعمار وتلاعبه بمصيره».