ذهبت إلى منطقة "سيجر" التابعة لحي أول طنطا هذه المرة وكلى أمل فى أن أجد الوضع قد تغير، لكن للأسف وجدتها ما زالت تشكو الأوجاع والمتاعب حتى اعتقد نصف مليون مواطن أن منطقتهم سقطت من حسابات محافظ الغربية، فمصادر التلوث كما هى ومياه الشرب ملوثة، والقمامة تخرج لسانها لسائر المسئولين منذ سنوات وتسبب أكبر نسبة تلوث فى المنطقة، حيث تتحول سماء منطقة سيجر بمدينة طنطا مساء كل يوم إلى مدخنة بسبب حرق أطنان القمامة بالشوارع. فى البداية قال محمود الشيخ من أبناء المنطقة: أهم المشاكل وأشدها قسوة طفح المجارى باستمرار، مما يؤدى إلى غرق الشوارع بالمياه النتنة وتتسرب أسفل العمارات والبيوت حتى أصبحت منازلنا مهددة بالانهيار فى أى لحظة فوق رؤسنا، ونعانى أيضا من استمرار قطع مياه الشرب عن المنطقة وبالذات يوم الجمعة أثناء الصلاة وهذه المياه أصلا لا تصل للأدوار العليا فى مساكن سيجر وندوخ من أجل الحصول على موظف من الصرف الصحى إلا أنهم لا يسألون عنا، المفروض تكون هناك متابعة مستمرة لشبكات الصرف. وأضاف حمادة محمد فضل موظف بالمصرية للاتصالات، أن سيجر تغرق فى بحر من التلوث والأمراض والأوبئة وهذا كله يصيب أهالى المنطقة بالعديد من الأمراض، حيث إن مقلب القمامة الموجود أمام موقف الأتوبيس عبارة عن هرم كبير موجود فى نهر الشارع يقوم الأهالى بحرقه مساء كل يوم، وحاولنا كثيرا أن ننظف المكان بالجهود الذاتية إلا أن كثيرا من السكان لا يساعدونا، ونحن نطالب بوجود موظفى البلدية الذين اختفوا تماما من شوارع سيجر ولفت إلى أنهم نظموا عدة مظاهرات أمام ديوان مجلس المدينة احتجاجا على تراكم تلال القمامة وسط الأماكن السكنية وتقاعس المسئولين بجهاز النظافة بالحي عن رفعها فى مهدها. أشار محمد فؤاد الأشول" صيدلى": سبق وقدمنا العديد من الشكاوي للمسئولين بالحي ولكن دون جدوي، مما دفع المئات من الأهالى للتجمهر أمام ديوان المحافظة من أجل رفع القمامة حفاظا عليهم وعلي صحة أطفالهم من الأوبئة والأمراض الناتجة عن استمرار أكوام القمامة بجوار مساكنهم، مطالبين بوضع صناديق لجمع القمامة المتراكمة فى الطرق العامة. أما محمد رشاد عثمان "ترزى " فقال: رغم تصريحات المسئولين المتواصلة ليل نهار على ضرورة الاهتمام بصحة المواطن إلا أن الواقع يؤكد أن أخطر الأمراض لا تزال تتربص بنا فى كوب مياه نشربه فمعظم أهالى سيجر أصيبوا بأمراض وبائية جراء شربهم مياه ملوثة تأتينا عن طريق مياه الطلمبات الارتوازية، فنحن فى سيجر لا نجد المياه ونعتمد على الآبار الجوفية، ونحن لا نتمنى سوى الحصول على كوب مياه نظيف خال من الأمراض. وقال محمد سيف "محام": قامت الدولة بإنشاء مركز طبى كبير داخل سيجر لخدمة المواطنين إلا أن الخدمات الصحية بالمنطقة أسعد حالا بالنسبة للبنية الأساسية الأخرى التى تعانى المنطقة من عدم وجودها، فالخدمات الصحية بهذا المركز معدومة ولا يتم تقديم أى أدوية للمرضى ومن يرغب فى تلقى العلاج والشفاء عليه الذهاب إلى المستشفيات الكبرى بطنطا حتى فى الحالات الحرجة لا يقدمون أية إسعافات والعاملون بالمركز يعاملون الأهالى بطريقة غير آدمية بالمرة. مشاكل منطقة سيجر لم تنته عند هذا الحد، فما زال أكثر من نصف مليون مواطن من سكان تلك المنطقة يعانون الكثير ويناشدون اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، زيارتهم على الطبيعه ليرى بنفسه تلك المشاكل.