قالت صحيفة "حرييت" التركية اليوم، إن اليوم الموافق 10 نوفمبر الذكرى 75 لرحيل "مصطفى كمال أتاتورك" مؤسس الجمهورية التركية وزعيم الاستقلال، موضحة أن مراسم الاحتفال هذا العام لن تكون مشرقة كما كان الحال في السنوات السابقة، ففي بداية الأسبوع الماضي رفعت الحكومة صورته من على أعلى وسام في تركيا، كما تم إزالة واحدة من أكثر الشعارات المعروفة في مدينة ديار بكر الجنوبية الشرقية والمكتوب عليها " سعيد هو من يطلق على نفسه أو نفسها تركي"، وجاء ذلك بناء على التماس من محامي، يدعي أن اللوحة تناقض الحوار الجاري بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني، لإيجاد حل سياسي للمشكلة الكردية. وأضافت الصحيفة أنه هناك ردات فعل متزايدة ضد "اتاتورك" من قبل حزب العدالة والتنمية ذو القاعدة الدينية المحافظة، والذي عانى من سياسات القائد التركي الذي رفض خلط الدين بالدولة، فقادة الحزب يحذرون في تصريحاتهم العامة بشأن "أتاتورك"، ولكن تلميحاتهم مثيرة للاهتمام، على سبيل المثال يقول الرئيس "عبد الله جول" إنه لا توجد مشكلة في مدح "أتاتورك"، بينما يمتنع رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" عن استخدم لقبه وهو ما يعني أب الأتراك، ويفضل استخدام "مصطفى كمال". وأشارت إلى أن "أتاتورك" قام بالعديد من الإصلاحات في تركيا، فقد فصل العقائد الدينية عن الدولة وقد كان ذلك تحرك جذري لإلغاء الخلافة العثمانية، ثم تغير الأبجدية من الحروف العربية إلى اللاتينية وكذلك التقويم والقياسيات، من أجل تحويل المراجع الفكرية من الشرق إلى الغرب واصفا الأخيرة بأنها الحضارة المعاصرة. ومع كل تلك الإصلاحات، لم ينس "أتاتورك" المرأة، فقد حاول جعل النساء أكثر وضوحا وبروزا في المجتمع، وربما كانت خطوة جذرية جدا ومجازفة أتت بنتائج عكسية في بعض النقاط، كفرض حظر على الملابس النسائية، مشيرة إلى أن إصلاحات "أتاتورك" تجاه النساء تجعل الجيل الجديد من النساء والعلمانيين أكثر حساسية تجاه حقوق المرأة. مواقف "أتاتورك" تجاه المرأة تظهر التناقضات التي يقوم بها "أردوغان"، فخلال احتجاجات حديقة "جيزي"، قالت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية إن انتشار صورة ذات الرداء الأحمر في وسائل التواصل الاجتماعية، وفي أعمال فنية وملصقات دليل حي على أنها أصبحت رمزا للمرأة التركية، الصامدة في وجه الرجعية، ومحاولات حكومة "أردوغان" من أسلمة المجتمع التركي، أو كما يتهكم النشطاء الأتراك عليه بإعادة المرأة إلى عصر الحريم الذي كان موجودا خلال فترة الحكم العثماني التي دوما ما يتفاخر بها رئيس الوزراء التركي في خطاباته. كما سلطت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية الضوء على أن المرأة التركية لها أسباب كثيرة للوقوف فى وجه حكومة "أردوغان"، بدءًا من محاولة حكومته الإسلامية الحثيثة تجاه فرض الحجاب على المرأة، وإقراره قوانين تمنع الإجهاض، وفرضه غرامات على المرأة التي تنجب أكثر من ثلاثة أطفال، وهو ما وصفه رئيس الوزراء التركي بمحاولة لاسترجاع حقوق المرأة ودفعها لدورها التقليدي نحو التقوى وحماية أسرتها ورعايتها. ونقلت عن سيدة تقول: "أنا أحترم النساء اللاتي يرتدين الحجاب، وهذا حقهن، ولكن من حقي أيضا أن أكون محمية عندما لا أرتديه، ولا أكون عرضة لتحرشات أعضاء العدالة والتنمية، فأنا لست يسارية أو معادية للرأسمالية، ولكنى أريد أن أعيش في تركيا حرة". كما أظهرت استطلاعات للرأي أن العنف ضد المرأة خاصة جرائم العنف المنزلي وممارساته تزايدت بشدة في عهد "أردوغان" فضلا عن ارتفاع معدلات ما يعرف بجرائم الشرف وحالات الزواج القسري، وتشير البيانات إلي أن 42% من نساء تركيا تتعرضن للعنف الجنسي أو الجسماني، ويعجز الأمن والقضاء في توفير الحماية اللازمة للنساء اللائي تقدمن بطلبات لحمايتهن من عنف الأزواج، بالإضافة إلى التمييز ضد المرأة، فقد أظهرت إحصائيات العام الماضي أن ثلث قوة العمل من النساء التركيات هن فقط اللائي يحصلن علي فرص عمل لتحتل تركياالمرتبة124 من بين135 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسين العالمي.