مع تزايد احتمالات تحقيق تقدم في محادثات جنيف بشأن الملف النووي الإيراني، وما رافق ذلك من غضب اسرائيلي وجد تعبيره في تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي قال أن "إي اتفاق بين الغرب وإيران يشكل خطأ تاريخيا"، حشدت مجموعات الضغط الموالية لإسرائيل وعلى رأسها منظمة (إيباك) كافة طاقاتها وتوجهت إلى الكونجرس الامريكى في سابقة غير معهودة "لإبطال أي اتفاق قبل الوصول إليه" حسب ما افادت القدس دوت نت. يشار إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انضم مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى المفاوضات النووية مع إيران والتي تجري في جنيف، وذلك في ظل توقعات بتحقيق انفراج قد يؤدي الى ابرام اتفاق "وهو الأمر الذي جعل أنصار إسرائيل في واشنطن يشعرون بالقلق ويستشعرون أن أمن إسرائيل بات عرضة لخطر المقايضة إذا ما وضع الغرب ثقته في إيران مرة أخرى ولم يتعلم من إخفاقات اتفاق عام 2009 حين نقضت إيران تعهداتها بعد أربعة أيام فقط "، وذلك حسب قول فريد بارنز، رئيس تحرير مجلة "ويكلي ستاندرد" اليمينية . وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس عن استيائه من احتمال التوصل لصفقة مع إيران ، وذلك قبيل إقلاع كيري إلى جنيف، مؤكداً "أن أية صفقة تتوصل إليها الدول الست مع طهران بشأن ملفها النووي لن تكون ملزمة بالنسبة إلى إسرائيل". وحسب صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) قال نتنياهو أنه يفهم لماذا يشعر الإيرانيون بارتياح في جنيف خاصة "إنهم حصلوا على كل شيء يريدونه دون أن يقدموا شيئا مقابل ذلك". وأضاف نتنياهو حسب الصحيفة الإسرائيلية "كانوا (إيران) يرغبون في تخفيف العقوبات بعد سنوات من سريانها، الا انهم حصلوا على ذلكدون ان يدفعون أي ثمن لانهم لا يقللون بأي شكل من الأشكال من قدراتهم على تخصيب اليورانيوم". واعتبر نتنياهو مثل هذه الصفقة "سيئة جدًا"، مشددًا على أن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات للدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها. إلا أن فلينت ليفريت، الباحث المختص في الشؤون الإيرانية والسورية لدى مؤسسة "أمريكا الجديدة" وهي مركز بحثي ليبرالي، يعتقد أن التوجه نحو الصفقة هذه المرة يبدو جدياً ولا رجعة عنه. وقال ليفريت الذي انتقد مساعدة وزير الخارجية الأمريكي وندي شيرمان التي تسلمت ملف التفاوض عن الجانب الأمريكي لاستعمالها عبارات "شبه عنصرية ضد إيران" الأسبوع الماضي أمام الكونجرس، "إن قطار الصفقة انطلق من المحطة، وسيتوقف عند الوصول إلى اتفاق ما مع إيران؛ قد يكون الاتفاق في بداياته متواضعاً، ولكنه يشكل نقلة نوعية إذا كانت الولاياتالمتحدة بالفعل تسعى لتحقيق اتفاق". آخرون مثل فالي نصر، وهو باحث أمريكي من أصل إيراني في جامعة "جونز هوبكنز" و "مجلس العلاقات الخارجية" في واشنطن يرى"إن احتمال تنفيذ إسرائيل لتهديداتها بالعمل العسكري المنفرد في حال اتفاق الغرب مع إيران رغم إمكانيته، يبقى ضئيلاً جداً". يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر عن تفاؤله قبيل انطلاق المفاوضات، مشيرا الى أن التوصل لاتفاق بشأن تسوية قضية الملف النووي لبلاده قد يحدث مع حلول نهاية الأسبوع الجاري. وقال موقع القدس "إن منظمة (إيباك) تحمل معها خلال اجتماعاتها مع السياسيين الأمريكيين لتحذيرهم من خطورة الاتفاق مع إيران، اورفع العقوبات عن طهران، أدلة تشير إلى أن المملكة العربية السعودية اتفقت مع باكستان على شراء قنبلة نووية وهي جاهزة لاستلامها في حال فك العزلة عن نظام الملالي في طهران".