* مدلسي: لن نمنح لجوء سياسيا للقذافي.. واستقبال عائلته جاء لأسباب انسانية * الاراضي الجزائرية لم تستخدم لنقل أسلحة للقذافي..ورفضنا للمجلس الانتقالي جاء استياء من التدخل العسكري الأجنبي البديل- وكالات: أكدت الجزائر اليوم استعدادها للاعتراف بالسلطات الانتقالية الليبية واستبعادها استقبال العقيد معمر القذافي, وذلك في مسعى لتوضيح موقفها الملتبس ازاء الوضع في ليبيا. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الذي دعاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى المؤتمر الدولي “لاصدقاء ليبيا”إن الجزائر ستنضم الى موقف الجزء الاكبر من الاسرة الدولية. وقال مدلسي للاذاعة الفرنسية اوروبا-1 قبل ساعات من افتتاح المؤتمر حول مستقبل ليبيا في العاصمة الفرنسية “ليعلن المجلس الوطني الانتقالي حكومة جديدة تمثل كل مناطق البلاد. وعندما يفعل ذلك سنعترف به”. والجزائر هي البلد الوحيد في شمال افريقيا الذي لم يعترف بالهيئة التمثيلية للثوار. فقد اعلنت عن “حيادها التام” في النزاع الذي تشهده ليبيا ما جلب لها اتهامات بدعم الزعيم الليبي الفار معمر القذافي واعطت انطباعا بعزلة متزايدة في مواجهة الزخم الذي ولدته الثورات العربية. وقد رأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس ان الجزائر تبنت “موقفا ملتبسا” من النزاع في ليبيا. وذكر وزير الخارجية الجزائري انه كان التقى رئيس المكتب التنفيذي الليبي محمود جبريل في نهاية آب/اغسطس في القاهرة وتباحث معه هاتفيا عدة مرات. ومن المقرر ان يعقد معه اجتماعا الخميس على هامش مؤتمر باريس وكذلك مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل. واوضح مدلسي ان “المجلس الوطني الانتقالي لديه ارادة للتطوير ولمنح مزيد من الحرية للشعب الليبي”. واكد ان الجزائر شعرت بالاستياء خصوصا من التدخل العسكري الاجنبي الذي قادته فرنسا وبريطانيا وادى الى سقوط القذافي. واضاف “اذا كانت لدينا مشكلة مع الطريقة التي تمت بها معالجة الامر، فان ذلك مرتبط اساسا بحساسيتنا حيال مسألة السيادة”. واظهر الوزير الجزائري هذا الانفتاح على الثورة الليبية في الوقت الذي اعلن بلد اساسي آخر هو روسيا اعترافه بالمجلس الوطني الانتقالي. من جهة اخرى، نفى مدلسي من جديد ان تكون الاراضي الجزائرية استخدمت معبرا لنقل مساعدة عسكرية الى الزعيم الليبي وبرر استقبال عائلته باسباب محض انسانية. واستقبلت الجزائر في بداية الاسبوع ثلاثة من ابناء معمر القذافي هم عائشة التي انجبت طفلة في الاراضي الجزائرية، ومحمد وهنيبال اضافة الى صفية الزوجة الثانية للقذافي. غير ان مدلسي اوضح انه لا مجال لمنح اللجوء لمعمر القذافي. واكد الوزير الجزائري ان “الجزائر لن تنحاز الى القذافي” واضاف “ابدا لم يحصل ان تمت عندنا دراسة فرضية ان يأتي القذافي ويدق بابنا”. وذكرت صحيفة الوطن الجزائرية ان معمر القذافي حاول التفاوض مع السلطات الجزائرية لدخول الجزائر عبر مدينة غدامس الليبية حيث كان موجودا مع اسرته. واضافت الصحيفة نقلا عن مصادر في الرئاسة الجزائرية انه “حاول الاتصال بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي رفض تلقي الاتصال”. قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مقابلة أذيعت يوم الخميس ان الجزائر ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي عندما يشكل حكومة ممثلة لجميع الفئات والطوائف. وقال وزير الخارجية الجزائري في مقابلة مع قناة اوروبا 1 الفرنسية “المجلس الوطني الانتقالي أعلن أنه سيشكل حكومة تمثل كل مناطق البلاد وبمجرد أن يفعل هذا سنعترف به.” ويقول مسؤولون جزائريون انهم قلقون من احتمال أن يخترق اسلاميون متشددون المجلس الوطني الانتقالي وأن يستغل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الفوضى في ليبيا في الحصول على أسلحة ومتفجرات. وقال مدلسي عندما سئل عن المخاوف الجزائرية من احتمال حصول اسلاميين على أسلحة ومعدات “هذا ليس خوفا أو احساسا.. انه يقين.” وأضاف أن الجزائر لن تمنح حق اللجوء للقذافي نفسه رغم أنها سمحت لزوجته صفية وثلاثة من أبنائه بدخول البلاد هذا الاسبوع. ونفى أيضا اتهامات بأن الجزائر سمحت لمرتزقة تابعين للقذافي ووقود مهرب بدخول ليبيا عبر الحدود الجزائرية. وعندما سئل مدلسي عما اذا كان القذافي موجودا في الجزائر أجاب “من الواضح جدا انه ليس موجودا بها.” ومضى يقول “لم يطرح هذا السؤال قط ولم تخطر على بالنا قط فكرة أن يطرق السيد القذافي بابنا في يوم من الايام.” وتشارك الجزائر في اجتماع “أصدقاء ليبيا” الذي يضم قوى عالمية ومنظمات دولية ويعقد في باريس يوم الخميس لبحث مستقبل ليبيا.