يحتفي صالون ملوي الثقافي، بالذكرى الأربعين لرحيل عميد الأدب العربي وابن محافظة المنيا الكاتب والمفكر الراحل "طه حسين" والذي رحل عنا في 28 ديسمبر 1973 وذلك علي مدار شهر نوفمبر. تبدأ الفعاليات يوم الأربعاء 6 نوفمبر القادم وتستمر حتى نهاية الشهر باحتفالية تقام بقرية "هيرموبليس الجديدة" وبالشراكة ما بين الصالون والقرية، التي تأسست في منطقة "تونا الجبل" الأثرية لربط وجدان المصري الحديث بتراثه الأدبي القديم. والقرية أسست تحت رعاية مؤسسة الدكتورة "ميرفت عبدالناصر" للإبداع والتنمية الثقافية التي تهدف إلى استغلال التراث المصري القديم في منظومة التنمية. وأكدت ميرفت عبدالناصر، رئيسة الجمعية وأستاذ إستشاري الطب النفسي بالجامعة الملكية بلندن، والباحثة في علم المصريات، أن ضعف الإمكانيات وعدم استجابة مؤسسات الدولة لمساندة الحدث جعل برنامج الحفل يقتصر على عرض فيلم تسجيلي عن الأديب الراحل، وقراءة في أعماله الأدبية والفكرية، وختم اليوم بندوة بعنوان "طه حسين في عيون الأدباء". وأضافت عبدالناصر ل"البديل"، "نتمنى أن يكون الحفل مجرد بداية لإحتفالية سنوية للكاتب الكبير تحت رعاية السيد اللواء المحافظ صلاح الدين زيادة". وتستمر الاحتفالات بعميد الأدب العربي حيث يعرض "نادي السينما" بصالون ملوي الثقاف يوم السبت 9 نوفمبر فيلم "دعاء الكروان" ومناقشة حول أدبيات الدكتور "طه حسين" وعرض الفيلم الذي يقول عنه "حماده زيدان" روائي وقاص، والمتحدث الإعلامي للصالون، إن اختيار هذا الفيلم جاء لعدة أسباب منها، جودة الفيلم الذي اختير في استفتاء أجرته مجلة "فنون" المصرية عام 1984 في الترتيب السادس لأفضل عشرة أفلام مصرية، وعلاقة الرواية بمحافظة المنيا وكتابة الأديب الكبير للرواية في قرية "تونا الجبل" التابعة لمركز ملوي. ومتابعة للأجواء الإحتفالي للصالون بعميد الأدب العربي وفي ندوة "كتابي" الشهرية، يوم السبت 23 نوفمبر يناقش الصالون كتاب "في الأدب الجاهلي" وهو النسخة المعدلة من كتابه الأشهر "في الشعر الجاهلي" الذي أصدره عام 1982 بعد عامين من كتابه "الشعر الجاهلي" محذوفاً منه المقاطع الأربعة التي أخذت عليه. وأوضح محمد رمضان، مترجم ومؤسس الصالون، أن تلك الاحتفالية أقل شيء يمكن تقديمه للأديب الراحل "الذي تمت إهانته على يد متظاهرين من التيار الإسلامي منذ عدة شهور" حسب قوله، بعدما تم التعدي على تمثاله في مدينة المنيا، وهي رسالة من الصالون ككيان ثقافي مستقل إلى وزارة الثقافة والمسئولين في مصر بأهمية الدكتور "طه حسين" بالنسبة للثقافة والمثفين في المحافظة. ويختتم الصالون فعاليات الإحتفالية بعرض قصة حياة "طه حسين" من خلال كتاب "معك" وهي مذكرات لزوجته السيدة "سوزان طه حسين" وذلك يوم الخميس 28 نوفمبر، يصحبه معرضا مفتوحا لأعمال الكاتب الراحل المقروءة وبعض تسجيلاته النادرة. يذكر أن طه حسين أديب ومفكر وشاعر سياسي عربي لقّب ب"عميد الأدب العربي" وهو أحد الأركان الأساسية فى تكوين العقل العربى المعاصر، وصياغة الحياة الفكرية فى العالم العربى. ولد طه حسين في 14نوفمبر 1899 في عزبة الكيلو مركز مغاغة بمحافظة المنيا وقد أصابه رمد أدى إلى فقد بصره وهو في سن الثالثة من عمره وأصبح كفيفا منذ طفولته، وكان هذا بداية الكشف المبكر عن ملكاته. ويعد الدكتور طه حسين ملمحاً أساسياً من ملامح الأدب العربى الحديث، ولم يكن مجرد أديب ولكنه كان مدرسة حديثة ورائدة في الأدب العربي ولم يكن أيضا مجرد مفكر ولكنه كان ركنا أساسيا من حقبة كاملة هي حقبة التنوير في الفكر العربي. ولطه حسين العديد من الأعمال نذكر منها "الأيام" والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية،. ومن أعماله القصصية "دعاء الكروان"، و"شجرة البؤس"، و"المعذبون في الأرض"، والتاريخية "على هامش السيرة"، والنقدية "حديث الأربعاء" ،"من حديث الشعر والنثر"، والفكرية "مستقبل الثقافة في مصر".