أكدت المجموعة السادسة مرة أخرى أن كل التوقعات فور الإعلان عن أطرافها بأنها ستكون المجموعة الحديدية كان صحيحا وأسفرت نتائج جولتها الثالثة والأخيرة ذهابا عن مزيد من الاشتعال بين العمالقة الثلاثة دورتموند وأرسنال ونابولي وذلك بعد أن عاد دورتموند بفوز مثير من ملعب أرسنال بهدفين لهدف، وهي نفس النتيجة التي حقق بها نابولي الفوز على أرض مارسيليا. النتيجتان جعلتا الفرق الثلاثة الألماني والإيطالي والإنجليزي ب6 نقاط لكل منهم وسيزداد الأمر صعوبة في الجولة المقبلة التي سيستضيف فيها نابولي مارسيليا في سان باولو، وسيلعب أرسنال على أكثر ملاعب أوروبا رعبا سيجنال إيدونا بارك في دورتموند. ففي اللقاء الأول الذي احتضنه ملعب الإمارات في شمال لندن كان أسود فيستيفاليا في الموعد وكان أشبال كلوب مدركين لصعوبة اللعب على ملعب الإمارات وأن الخسارة في تلك المباراة قد تصعب كثيرا من حظوظ وصيف العام الماضي. وأدرك لاعبو دورتموند أن الخطورة الأكبر لأرسنال تكمن في البداية النارية للفريق وإطلاق مدافعه بقوة في الدقائق ال20 الأولى لإضعاف قوى الخصم، فنجحوا في خطف زمام المبادرة منهم واكتست بداية المباراة باللون الأصفر الذي احتل الملعب طولا وعرضا. اعتمد دورتموند على الثلاثي الناري في الهجوم ريوس ومختاريان وليفاندوفسكي، بالإضافة إلى تضييق المساحات في الوسط بواسطة الثنائي نوري شاهين وبندر. وبعد 20 دقيقة ومن ضغط هائل لمهاجمي دورتموند على حامل الكرة رامسي نجحوا في اقتناص الكرة أمام منطقة الجزاء وسجل مختاريان هدف التقدم الذي أصمت مدرجات الإمارات. لم يتراجع دورتموند بعد التقدم وواصل حملاته على مرمى تشيزيني وفقد أرسنال الثقة والتوازن اللذان ميزاه منذ بداية الموسم. وفي الدقيقة 42 ومن خطأ فادح لحارس دورتموند المخضرم فايدنفيلر عادل الفرنسي جيرو النتيجة للمدفعجية ليعيد المباراة لنقطة الصفر ويدخل الفريقان غرف خلع الملابس وهم متساويان في النتيجة. ومع بداية الشوط الثاني تغير الحال وتحولت الأفضلية ناحية المعسكر الإنجليزي وجاءت مشاركة كازورلا لتضيف مزيدا من القوة على هجوم أرسنال. أما دورتموند فلعب بذكاء شديد حيث عمل على تضييق المساحات أكثر ومحاولة حرمان أرسنال من التقدم مع الانطلاق في هجمات مرتدة سريعة. وعلى عكس سير اللعب وبالتحديد في الدقيقة 83 ومن هجمة مرتدة من الجانب الأيمن تمكن الهداف الخارق ليفاندوفسكي من تسجيل هدف الانتصار لأسود فيستيفاليا في مرمى مواطنه تشيزني. الفوز رفع رصيد دورتموند ل6 نقاط بالتساوي مع أرسنال ونابولي وحتى الآن تضع الأهداف أرسنال في صدارة المجموعة. وعلى ملعب فيلودروم بمارسيليا في جنوبفرنسا لم يكن لدى أمراء الجنوب الإيطالي نابولي أي فرصة لتفويت الفرصة على أنفسهم بمواجهة الحلقة الأضعف في المجموعة في أسوأ حالاته من أجل تحسين موقفه في المجموعة وتعويض خسارته في لندن الجولة الماضية وحقق فوزا ثمينا على مارسيليا. نابولي كان حاضرا منذ البداية وبحث عن الانتصار منذ الدقيقة الأولى وجاء هدفه الأول في الدقيقة 42 عن طريق كاليخون بعد عرضية من الجانب الأيسر ومتابعة في المرمى. وفي الشوط الثاني استمر نابولي في هجومه دون أي ردة فعل لمارسيليا إلى أن أضاف المهاجم الكولومبي زاباتا ثاني الأهداف في الدقيقة 67 من تسديدة رائعة. هدأ نابولي بعد تسجيل الهدفين وظن أن المباراة انتهت إلا أن هدف أيو أربك الحسابات ولكنه لم يغير من الحال في النهاية وفاز نابولي وعاد لبلاده بالنقاط في انتظار جولة العودة أمام مارسيليا بعد أسبوعين والتي إن تمكن من الفوز بها فقد يقلب الطاولة على العملاقين الآخرين في مجموعة لن تكشف عن ممثليها في ثمن النهائي إلا مع صافرة النهاية لآخر مباراة.