تناولت الصحيفة اللبنانية "لو ريوا لوجور" في حوار لها اليوم، مع الباحثين في معهد الشرق الأوسط " فيانسوا جيسير" و"نيكولا دوت بويلار" مسألة الديمقراطية في الدول العربية وكذلك الأخطاء التي وقع فيها المتابعون للثورات العربية وكذلك الثوار والحكومات الجديدة. وبين الباحثان الفرنسيان أن الإعلام والمحللين للوضع في دول الربيع العربي وكذلك الحكومات والثوار تعاملوا مع مفهوم الثورة بطريقة ساذجة خاصة في مسألة ما بعد الثورات ومستقبل الدول التي وقعت فيها هذه الثورات، والتي كان يتوقع أنها ستكون وبشكل سريع مثل التخيل الذي رسموه بعد إزالة تلك الديكتاتورية. وأوضح "فيانسوا جيسير" أن هذه السذاجة اللاشعورية ساهمت في خلق طمأنة كبيرة لدى المواطنين المكبوتين إلا أنها سرعان ما تحولت إلى تشاؤمية عامة، حيث وصل الإخوان المسلمون للحكم في مصر، وكذلك حركة النهضة في تونس مما خلق لدى المواطنين إدراكا بأن الديكتاتورية أصبحت لا مفر منها، كما أضفى شكا قويا على عملية الثورة ككل. وأشار "جيسيير" إلى أنه رغم ذلك كان هناك مؤيدون كثيرون لهذه الديكتاتورية التي حاول مرسي أن يفرضها من خلال شعورهم الساذج الذي يجعل من هذه القرارات على أهوائهم، بينما رفض الطرف الآخر ديمقراطية الصندوق وخرجوا ضد الرئيس المستبد، كل ذلك يبين أن العرب ليسوا على استعداد في الوقت الحالي لتقبل الديمقراطية، فهم كالأطفال الذين يحاولون أن يهيمنوا على لعبة لم تكن لهم من البداية ثم يقوموا بتكسيرها. أما الخطأ الثاني الذي ارتكبته الأطراف المعنية بالأزمة في دول الربيع العربي، بحسب الباحثين، فتكمن في مسألة " التنبؤ "وهل هم متفائلون بالمستقبل أم لا، وهذا تقدير ساذج للأمور، خاصة وأنه لم يمر إلا فترة قصيرة لا تمثل إلا جزءا صغيرا من فيلم قد يطول وقد يصل لعدة سنوات حتى تصل البلدان إلى ما هو متوقع. وأوضح الباحثان أن من الأخطاء أيضا التي يرتكبها المحللون للثورات العربية هو تركيزهم على طبيعة هذه الثورات فهل كانت ثورات مزيفة أم جيدة، مشيرا إلى أنه إبان الثورة الفرنسية كان الشعب يعترف بشرعية كل حكومة جديدة رغم شرعية الحكومة التي كانت قبلها، رغم أن الحكومة الجديدة لم تأت بطريقة شرعية. ومن حانبه أوضح " بويلار " أن من أخطاء القوى الثورية في البلدان العربية أنهم بعد ثلاث سنوات فقط من الثورة أصبحوا منقسمين بشدة بحيث تحول الصراع من شعب ضد النظام، إلى نظام قديم ضد نظام جديد ثم أخيرا شعب ضد شعب، وهذا ما نراه في مصر وسوريا وتونس.