إغلاق أكثر من 4600 مصنع للغزل والنسيج بشبرا الخيمة ارتفاع أسعار المواد الخام والماكينات يقضى على صناعتى الغزل والنسيج والأثاث بالقليوبية طنان تطمح لمنافسة دمياط فى تصدير الأثاث اشتهرت محافظة القليوبية على مدى سنوات طويلة بصناعتى الغزل والنسيج بشبرا الخيمة والأثاث بقرية طنان بقليوب، ولوحظت خلال الأعوام القليلة السابقة معاناة أصحاب الأعمال في هذه الصناعة ليس فقط من إيجاد العمالة المدربة والماهرة، بل أيضًا من الحصول على العمالة من الشباب بمختلف المهارات والخبرات، الأمر الذى أدى لانهيار تام لهذه الصناعات بالقليوبية. وتتمثل أسباب التدهور الذي شهدته هذه الصناعة فى: ضعف اقتصاد الدولة وعدم مساعدة الحكومة لأصحاب المصانع والورش، وفقدان القطن المصري طويل التيلة تنافسيته والذى تعتمد عليه صناعة الغزل والنسيج اعتمادا كليا، وظهور أنواع أخرى منافسة له في الجودة والسعر على مستوى العالم، وعدم اهتمام الحكومة المصرية بصناعة الغزل والنسيج بعد أن كانت أحد أهم الصناعات الاستراتيجية، بالإضافة إلى عدم دعم صغار المنتجين، مِما جعلهم عرضة للتنافسية العالمية والتقلبات الاقتصادية. أغلقت أبواب أكثر من 4600 مصنع للغزل والنسيج أمام آلاف العمال، وتم تشريدهم وذلك بعد إعلان تحرير تجارة القطن عام 1995والتى اعتبرت بداية الانهيار لصناعة الغزل والنسيج خاصة فى مدينة شبرا الخيمة، وتراكم الديون علي أصحاب ورش صناعة الأثاث بقرية طنان والتى اشتهرت بصناعة الأثاث ودخلت لفترة من الزمن فى تنافس مع دمياط، أدى الى إغلاق أغلب الورش نتيجة غلاء الخامات. حاولت" البديل " الوصول لأسباب انهيار مثل هذه الصناعات والتى تساهم فى بناء اقتصاد الدولة فالتقت بعدد من العمال والحرفيين لتستمع إلى شكواهم ومطالبهم. يطالب حامد حسين عامل بمصنع للغزل والنسيج الحكومة بأن تحاول إنقاذ مايمكن إنقاذه فى هذه الصناعة والتى ترفع من اقتصاد الدولة وانهيارها الذى أدى الى تسريح 70% من العمالة المصرية ليصبحوا بذلك من العاطلين الذين يعانون من البطالة، مضيفًا أن تحرير القطن كان أول مسمار دق فى نعش صناعة الغزل والنسيج فى مصر. وألقى سامح إبراهيم صاحب مصنع، المسئولية على سوء إمكانات ماكينات الغزل، الأمر الذى لا يؤهل للتنافس فى الأسواق العالمية ومواكبة التطور التكنولوجى، وكل هذا بسبب ترك الحكومة لأصحاب المصانع فى مواجهة مشاكل الأسواق وعدم تطوير الماكينات وتحديثها بالشكل الذى يساعد لمواكبة التطور العالمى. ويقول أسامة غريب صاحب مصنع: إن ارتفاع أسعار الخامات الرئيسية التى يتم شراؤها من الخارج بعد إهمال زراعة القطن فى مصر هى أزمة دولة أدت الى تعرض هذه الصناعة لهزة كبيرة، مشيرًا أن هناك مصانع فى ايطاليا تم إغلاقها فى مجال النسيج ويقوم المستوردون بشراء ماكيناتها ومتبقيات المواد الخام اللازمة لتلك الصناعة ويتم العمل بها رغم رداءتها لكن هذا المتاح، الى جانب معاناة استيراد النسيج من الخارج منها ارتفاع الشحن والجمارك والضرائب كل شهر. وطالب أصحاب مصانع الغزل والنسيج، بضرورة عودة زراعة القطن وتوفير المواد الخام ومحاربة المنتجات الرديئة التى تأتى الي مصر من شرق آسيا وتسببت فى حدوث ركود فى السوق والاقتصاد المصرى. فيما تضرر العديد من أصحاب الورش والنجارين من أهالى طنان بسببب ارتفاع أسعار الخامات والمعدات وارتفاع أسعار متر الخشب بنسبة 100% واستخدام مواد رديئة للتشطيب. واتهم محمد عادل، المسئولين بمحافظة القليوبية بعدم الاهتمام بصناعة الأثاث في قرية طنان بالرغم من اعتبارها من أهم مصادر الدخل في المحافظة، ومنافسة الشركات الكبرى للمنتج في السوق المحلية، خاصة أن هذه المشروعات أقيمت بالمدن الصناعية الجديدة، ولديها ميزة الإعفاء من الضرائب، كما أن التصدير للخارج يتم بشكل عشوائي ودون دراسة للأسواق الخارجية، فى المقابل ترفض الحكومة استخراج التراخيص للصناع وتطلب مايزيد علي 3000 جنيه لاستخراج أو تجديد الترخيص كل عام. ويلقى سالم أحمد صاحب ورشة، المسئولية على صناع الأثاث قائلًا إن التصميمات تقليدية وتحتاج إلى تطوير وتحديث، في الشكل ونوعية المواد المستخدمة في التشطيب، مطالبًا بضرورة القضاء علي الانفلات الأمني الذي يجعل صناع الأثاث يتراجعون عن العمل ليلًا خوفا من سيطرة البلطجية علي أموالهم وقطع الموبيليا، مستنكرًا عدم إلزام أصحاب الورش بالتأمين علي العمال وضمهم تحت مظلة التأمين الصحي مشيرًا إلى إمكانية حدوث إصابات حروق خطيرة جدا بسبب مادة التنر، وإصابة العمال أثناء عملية تقطيع الأخشاب ورغم ذلك لا توجد بالقرية مستشفي لإسعاف المصابين إلا مستشفي قليوب التي تبعد عن القرية 8 كيلو متر. وتدخل محمد نبيل قائلًا: إن الوحدة الصحية بطنان تحتوى علي 108 غرف ولايوجد بها غرفة طوارئ ولا أي إمكانات طبية لإسعاف المصابين، لافتًا الي أن التيار الكهربائي في حالة انقطاع دائم بالقرية، مما يؤدي إلي توقف الورش عن العمل ويعرض الماكينات للتلف، كما أن أسعار البويات ارتفعت بشكل كبير وهناك أنواع بويات اختفت تمامًا من الأسواق، مما يجعل المنتج من الأثاث لا يجد من يشتريه ويتعرض للكساد. واستنكر محمد كامل، مغالاة أصحاب المعارض بالمحافظات في تأجيرها بعد أن وجدوا دخول أثاث طنان في منافسة مع الأثاث الدمياطي، مؤكدًا أن صناعة الأثاث في طنان تقوم علي التبادل التجاري بينها وبين دمياط من خلال اتفاق بينهم بمقتضاه يحصل صناع طنان علي الخشب المستخدم في الصناعة وشراء غرف كاملة علي خشب أبيض أحيانًا ويقوم الطنانيون بدهانها وتنجيدها في ورشهم بسبب توقف حركة البيع في دمياط ولكن هذا التبادل التجاري بين البلدين توقف بعد تعرض سيارات نقل الموبيليا للسرقة في طنان، مشيرًا أن تجارطنان يطمحون مستقبلًا في تصدير منتجاتهم للخارج مثلما تفعل دمياط. أخبار مصر – البديل