إسرائيل كانت تتفوق علينا في المعدات ب 5 أضعاف.. وهنا تمكن المعجزة أسرار حرب أكتوبر لم تكشف حتى الآن.. وما زال هناك الكثير الذي لم يحن موعده دخول السياسة للمؤسسة العسكرية سيدمرها أهم دور للمخابرات إيصال فكرة أن مصر غير قادرة على الحرب حتى نهار 6 أكتوبر أربعون عاما على حرب أكتوبر ومازالت هناك أسرار ومعلومات لم تعرف ومازال هذه الحرب هي الأعظم في تاريخ هذا الشعب، في محاولة لمعرفة بعض الأسرار والمعلومات عن هذه الملحمة التاريخية، ومع أحد أبطال تلك الحرب التي كانت ومازالت فخر للشعب المصري بما حققه الجيش المصري في أحد معجزات التاريخ الحديث. "البديل: التقت اللواء أركان حرب "علي حفظي" القائد بالمخابرات الحربية في حرب أكتوبر ليحكي لنا عما دار قبل وأثناء وبعد الحرب. . 40 عاما على حرب أكتوبر كيف ترى الوضع بعد هذه الفترة؟ فعلا مر أربعون عاما على الحرب أكتوبر ولكن المعركة بدأت منذ 11 يونيو 1967 أي بعد 5 أيام من سقوط سيناء، كان هناك أسرار وعقيدة قتالية لدى الجندي المصري على عوده الأرض والكرامة للشعب المصري، وبدأت ملحمة تحرير سيناء منذ ذلك اليوم حتى تحرير آخر شبر من أرض سيناء في مارس 1989 واسترداد طابا. بدأنا بحرب الاستنزاف من 1967 حتى معاهدة أغسطس 1970، ثم بعد ذلك بدأ الاستعداد لحرب أكتوبر 1973، ثم بعد ذلك تمت الاتفاقية على استكمال المفاوضات لاسترداد باقي أرض سيناء حتى استلمنا آخر كيلو متر وهي منطقة طابا والتي استمرت حوالي 7 سنوات عن طريق التحكيم الدولي وانتهي الأمر في مارس 1989. . كيف تم التجهيز لحرب أكتوبر من جانب المخابرات؟ أهم دور للمخابرات توصيل أن الجيش المصري غير قادر على خوض حرب واستمر حتى صباح يوم 6 أكتوبر، وكان هناك دورا كبيرا على جهاز المخابرات في التنسيق بين القوات وعمل الاستطلاعات اللازمة من أجل الحصول تعلي المعلومات من أجل تحديد نقاط الضعف ونقاط القوة لدى العدو بالإضافة. كان هناك فكرا لدى العدو أن الجيش المصري لن تقوم له قائمة قبل 20 سنة، ولكن تم إعادة البناء مرة أخرى على يد بعض القيادات في الجيش المصري من بينهم الفريق محمد فوزي وزير الدفاع آنذاك، وكانت معركة كبيرة وهي تأهيل الجيش نفسيا وعسكريا لخوض حرب واسترداد الأرض مرة أخرى. وبدأ هذا عن طريق حرب الاستنزاف وكان أهم ما في هذه الحرب كسر حاجز الخوف وتحطيم فكرة "العدو الذي لا يقهر" والتي كانت تقال عن الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت. وبدأت المهمة الأساسية وهي إعادة الثقة لدى أفراد الجيش المصري وهي المبادرة في ضرب أهداف إسرائيلية وإلحاق الخسائر لدى العدو ونجحت إلى حد كبير وتم نقل مسرح القتال من الضفة الشرقية للغربية للقناة، وبدأ التمهيد للحرب من جانب كل أجهزة الجيش ومن بينها المخابرات. . كيف حدث ذلك؟ بدأ هذا عن طريق حرب الاستنزاف التي استمرت 1000 يوم (حوالي 3 سنوات) وتم توجيه خسائر كبيرة للعدو في هذا التوقيت وأعلنت إسرائيل عن إصابة 50 طيارة وألف قتيل، بالإضافة إلى المعدات والمباني التي تم تدميرها أيضا، وهذه الأرقام أقل من الواقع لخوف الإسرائيليين من إعلان الحقيقة. وتم عمل غارات لمدة 500 يوم بشكل مستمر شبه يومي وبتدمير أهداف حيوية لدى العدو وتم لأول مرة أسر بعض أفراد من جانب الجيش الإسرائيلي من كل الرتب. . ماذا عن المعدات التي يمتلكها الجيش المصري في هذا التوقيت؟ لم يكن الجيش المصري بنفس الكفاءة التي كانت عند العدو لأنه كان هناك بعض الدول تدعمه بأحدث الاسلحة والمعدات من بينها فرنسا وأمريكا هو ما يعرف ب "نظرية الذراع الطويلة"، ونحن كنا نملك أسلحة دفاعية يعني كانت تصد هجوم ولا تستطيع أن تهاجم المواقع وكانت معدات الجيش الاسرائيلي تعد 5 أضعاف قوة الجيش المصري، وكان هناك تفوقا وهنا تتضح المعجزة بأن تدمر جيشا يمتلك 5 أضعاف قوتك وانتصرنا عليه بأقل الامكانيات. فقد تم فصل مدفعية الصواريخ المضادة للطائرات عن سلاح القوات الجوية وتأسيس سلاح الدفاع الجوي بعد حرب 67، واستطاعت المخابرات زرع بعض العناصر داخل حدود العدو وجلب حوالي 80 % من المعلومات عن الجيش الإسرائيلي عن طريق الكادر البشري. . لماذا لم يتم كشف أسرار حرب أكتوبر حتى اليوم؟ يستحيل كشف كل الأسرار عن هذه الحرب الآن، فالعدو مازال موجودا وهناك أسرار لم تكشف حتى الآن عن حرب أكتوبر لأن إسرائيل مازالت هي نفس العدو وهناك أسرار تضر بأصحابها حتى بعد أربعين عاما. . ما رأيك في تصويت العسكريين في الانتخابات؟ أرفضه، لأن النزاع السياسي إذا دخل في المؤسسة العسكرية سيدمرها. . عشت عقودًا في سيناء سواء في الخدمة العسكرية أو في منصب المحافظ، كيف تري الوضع هناك؟ سيناء محافظة كبيرة وله طبيعة خاصة، والتعامل معها يحتاج إلى خبرة وحكمة كبيرة، وأصبحت في الفترة الأخيرة منبعا للإرهاب ويجب تطهيرها بشكل كامل والاهتمام بمشاكل المنطقة كلها، وهناك تواجد عناصر إرهابية تابعة لإسرائيل تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار تحت أسماء جماعات إسلامية.