هدي بدران: قضايا الطفل العربي أصبحت مسألة أمن قومي صباح الخفش: الصهاينة ارتكبوا 42 مذبحة منذ 1948 زادت الطفل الفلسطيني صمودًا وقوة للدفاع عن أرضه سوسن عثمان: بعد ثورات الربيع العربي يلزم على الدول حماية الأطفال من النزاع المسلح لا يتحقق مفهوم "الأمة العربية" نظرًا لوجود قواسم مشتركة بين الدول وبعضها البعض من لغة ودين وتاريخ وعادات وتقاليد، فقط ولكن لأنها أيضًا تتقاسم نفس الهموم والمشكلات التي يعاني منها جيل المستقبل أيضًا، ومن ثم عندما يعاني أطفال هذه الأمة العربية، الذي يعول عليها إحياء مجد حضارة الأجداد، يجدر هنا الانتباه إلى أن قضية "الطفولة" أصبحت قضية أمن قومي.. قالت الدكتورة هدي بدران- رئيس رابطة المرأة العربية ورئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة سابقًا، أن أطفال الدول العربية، يشتركون في هموم واحدة، أهمها الفقر، وخاصة الدول الإفريقية منها، والفقر يقبع وراء كل المشكلات والأزمات الأخرى التي تواجه الأطفال من ارتفاع نسب التسرب من التعليم، حيث يعجز الآباء عن الانفاق على مصروفات التعليم الباهظة، فضلًا عن أن السياسات التعليمية ذاتها، طاردة للأطفال وتدفعهم لترك المدرسة. وأضافت "بدران"، أن مشكلة سوء التغذية، تعتبر من أخطر المشكلات التي تواجه الطفل العربي، فضلًا عن الاستغلال التجاري للأطفال، من خلال البيع أو سرقة الأعضاء، أو استغلال أطفال الشوارع في الحصول على "أطفال سفاح" ويتم بيعهم إلى عائلات غنية. كما أكدت "بدران" أن الطفلة العربية، تواجه أزمات "قاتلة"، منها "ختان الإناث"، المنتشر في مصر والسودان، والزواج المبكر الشائع في اليمن، والذي يحصد المئات من الفتيات الصغار، نتيجة هذه العادة الخطيرة ، وهي لا تتعلق بالزواج بصلة، بل هي مجرد بيع للطفلة في سوق النخاسة، بالإضافة إلي أن الطفلة العربية تواجه تمييز وتعصب ضدها في الحصول على فرص تعليم متكافئة، مثل الذكور، بل يتم حرمانها من التعليم نظرًا لنوعها. أيضًا أكدت "بدران" أن الدول العربية، ليس لديها أي ثقافة لاحترام حقوق الطفل، فالعنف يواجه الأطفال داخل الأسرة وخارجها، سواء في الشارع أو المدرسة، فضلًا عن الاستغلال السلبي للأطفال في الاعلانات والميديا بوجه عام، وترويج منتجات إعلامية تبث العنف والكراهية في التركيبة النفسية للأطفال، ولايناقش الإعلام قضايا الطفل، إلا بشكل موسمي ديكوري، ولا يهتم بقضاياهم الحقيقة، ويبحث مع الدولة لوضع سياسات لمواجهتها. وأشارت "بدران" إلى أن الدول العربية لن تتقدم إلا إذا اعترفت بأن الطفولة قضية أمن قومي، ولا يمكن الاستهانة بها، ومن ثم عليها أن تسعي لتبني سياسة عامة قادرة علي حماية الأطفال، ومواجهة كافة أشكال العنف التي تواجههم، مؤكدة أنه قبل الاحتفال بيوم الطفل العربي، يلزم تحديد المسئوليات والقضاء على الإهمال. أما عن انتهاكات حقوق الطفل الفلسطيني، تقول صباح الخفش- عضو الاتحاد المرأة الفلسطيني، أنه إذا كانت أحد أهم بنود اتفاقية حقوق الطفل، التي تم التوقيع عليها 1989 وهو حق الطفل في الحياة، إلا أن هذا الحق اغتصبه الكيان الصهيوني منذ 1948 في مجازر وحشية، مرورًا بمذبحتي "صبرا وشاتيلا"، فقتل الأطفال وسجنهم، هي الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع أطفال فلسطين. وأضافت "الخفش" أنه بمناسبة ذكري الانتفاضة الثانية، خلال هذه الأيام، تتذكر أرقام مرعبة عن وحشية التعامل الصهيوني، من اعتقال نحو 3000 طفل فلسطيني ، و9000 طفل مصاب، وقتل المئات، فضلًا عن تعرض 85% من أطفال فلسطين تعرضوا لمشاهدات عنيفة من هدم المنازل أمام أعينهم وتشريدهم. كما أشارت إلى أن الانتفاضة الثانية، خلفت أيضا أرقام حول تعرض 42% من الأطفال لمشاهدة آبائهم وهم يتعرضوا للضرب والإهانة من قبل أفراد الجيش الصهيوني، وهو مايترتب عليه أثار بالغة الخطورة على نفسية الأطفال. ومن الانتهاكات الأخرى التي يواجهها الطفل الفلسطيني، تروي "الخفش"، أن الصهاينة يستخدموا الأطفال كدروع بشرية واقية، أمام مدرعاتهم للدخول القري، وبل إن ما زاد الأمر سوءًا هو ذلك الجدار الخرساني العازل الذي يحول دون وصول الأطفال إلي مدارسهم بسهولة، بل يتعرضون لمخاطر الدبابات والقصف المستمر وانتهاكات الجنود الوحشية عليهم. وأكدت "الخفش" أن "إسرائيل"، ارتكبت ما يقرب من 42 مذبحة بدأت من "دير ياسين " حتى الآن، ولكن كل هذه المذابح لن تؤثر ولن تضعف الطفل الفلسطيني بل زادته قوه وإصرارا للدفاع عن وطنه، ولكن هذا لا يمنع أن السلطة الفلسطينية تقع عليها مسئولية حماية الأطفال، وتوفير الرعاية الكاملة لهم نفسيًا واجتماعيًا من هؤلاء الذي تعرضوا للقتل والتشريد، من خلال دور الرعاية والمنظمات الأهلية. بينما تقول الدكتورة سوسن عثمان- نائب رئيس منظمة الأسرة العربية سابقًا، أن هناك من الحقوق التي يجب الحفاظ عليها، بل وتجريم أي انتهاك لها بعقاب قانوني رادع، وعلى الدول أن تضع سياسات تقضي بالتوقف عن إيذاء الأطفال واستغلالهم جنسيًا وإقتصاديًا، فضلًا عن احترام حقوق الأطفال واليافعين في التعبير عن انفسهم واشراكهم في اتخاذ القرارات التي لها تأثير عليهم، وتوفير التعليم لكل طفل وطفلة. وأضافت "عثمان"، أن من أهم المشكلات التي تواجه الطفل العربي، هي كيفية حمايته من الحروب، خاصة أن المنطقة العربية تشهد بعد ثورات الربيع العربي مجموعة من الصراعات بل تصل في بعض منها إلي حروب كما يحدث في سوريا، ومن قبلها العراق بعد الغزو الأمريكي لها، ومن ثم على الدولة أن تلتزم بتوفير أكبر قدر من الأمان والحماية لهؤلاء الأطفال، وتحول دون تعرضهم لأهوال النزاعات المسلحة وحماية الكرة الأرضية والبيئة من أجل الأطفال. أما عن الرعاية الصحية للأطفال، تقول "عثمان"، تشهد العديد من البلاد العربية كاليمن ومصر والسودان وليبيا مشكلة في توفير الرعاية الطبية الجيدة للأطفال، ومن ثم يجب أن تضع هذه الدول سياسات حماية صحية، وفقًا لاتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها كل دولة منذ 1990، وتكون الدولة ملتزمة بتقديم إحصائيات كل عام، تؤكد أنها احزرت تقدما في القضاء على شلل الأطفال، أو الإيدز أو سوء التغذية وغيرها من الأمراض المستوطنة في هذه الدول. يوم الاحتفال بالطفل العربي ..تعددت الانتهاكات والضحية واحدة المستقبل في انتظار مواجهة جيش من 3 ألاف مشرد