لأن البديل صوت المستضعفين، ولأنها تبحث عن الضعفاء الذين ليس لهم صوت يعلو أو وساطة لمسؤول، فقد آلت على نفسها أن تصل إليهم. وقد شاركت الفلاحين فى موسم ضمهم للأرز من بداية يومهم لنهايته، لتعرض خطوات إنتاجه بدءا من زراعته وحتى تخزينه أو بيعه. التقت البديل مع أحمد شحاتة – أحد أهالي قرية 60 لتشاركه يوم حصاد أرزه، ولتعرض المشاكل التى تواجهه في زراعته ورأس ماله الوحيد، يقول: إن مشكلة الأرز تبدأ مع زراعته في شهر مايو، هى توفير السولار للميكنة الزراعية، فتجد أنه يختفي من البنزينات، وإذا وجدناه فى السوق السوداء يرتفع ثمنه كثيرا عن السعر الرسمى. وينتقل بنا من السولار إلى المياه؛ فمحصول الأرز يحتاج إلى الكثير منها، وهى تصل إليهم كل أربعة أيام فقط مما يؤثر على جودة الأرز وتقليل ناتج الفدان، خاصة مع وجود المزارع السمكية. ويصف لنا شحاتة أن الأرز له طريقتان فى الزراعة، وهى أن يكون بداري أو شتلة، وفى الشتلة يحتاج إلى 25 عامل لشتل المحصول وتوزيعه فى الأرض، وفى ضمه يتكلف 200 جنيه كومباين و5 أنفار ب250 جنيه. ثم بعد الزراعة وقبلها خدمة جرار ب500 جنيه، وكيماوى 6 شكاير سعر الواحدة فى السوق السوداء 170 جنيها، ومبيدات ب100 جنيه، و10 أنفار ب300 جنيه لنظافة الزرعة من الحشائش الضارة، وإيجار 1500 جنيه فى الزرعة، وفى آخر المطاف الفدان يعطى من 2 إلى 3 طن أرز، والطن سعره حوالى 1600 إلى 2000، فتجد نفسك لم تخرج من الأرض إلا بما يسد ما يصرف عليها أو يكاد يكفى. ثم يتم نشر الأرز على الأسطح أو بالأجران حتى يجف، ثم نضعه فى الشكائر ونخزنه أو نبيعه، والكثير منا يبيع أرزه بسعر بخس لسداد ديوانه. وناشد شحاتة المسؤولين أن ينظروا إلى الفلاح ويدعموا الكيماويات والأدوية، أو على الأقل توفيرها بسعرها الرسمي، وأن ينظروا للمستأجر وليس صاحب الأرض فقط. وأنهى شحاتة كلامه قائلا: إحنا عايشين فى حالنا، ولا لازم نعمل مظاهرات ونقطع السكك عشان الناس تعرف إن فيه حد موجود فى القرى، وعليهم الاهتمام بهم، فنحن منتجو الدولة وظهر البلد، ونحن جندها فى الشدائد.