أكدت سوريا مرات عديدة أنها مع المبادرة الروسية المتعلقة بالأسلحة الكيميائية، واتخذت خطوات عملية تمثلت في إعلانها الانضمام إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وقدمت قائمة عما تملكه من تلك الأسلحة وفي وقت قياسي. لكن هذا التجاوب الإيجابي السريع، الذي من المفترض أن يوقف سعار التصريحات والتهديدات الأميركية والفرنسية والبريطانية، قابله محور التآمر على الشعب السوري بصورة عكسية من خلال محاولة التشعلق بالفصل السابع، مع إمكانية استخدام القوة وكأن مجلس الأمن خاتم في إصبعه لتشريع الحروب الظالمة ضد الشعوب الآمنة، متناسياً أن روسيا والصين لن تسمحا لأحد بتكرار مهازل استخدام مجلس الأمن كمنصة للانقضاض على الأمن والسلم الدوليين وأن على تلك الدول المسعورة والمسكونة بالعدوان أن تراجع حساباتها وتتجاوب مع المبادرات التي تنزع فتيل حروب يمكن أن تشعل المنطقة وتقوض الاستقرار العالمي. إن تجاوب سوريا الصادق مع المبادرة الروسية أتى بعد فشل رئيس الوزراء البريطاني في الحصول على موافقة مجلس العموم على المشاركة في العدوان «المحدود» على سوريا وبعد خوف أوباما من عدم موافقة الكونجرس على قراره بالعدوان، وكذلك بعد ظهور استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن معظم الأميركيين والأوروبيين ضد العدوان على سوريا، يضاف إلى هذا وذاك صمود سوريا والتأكد من قدرتها على صد أي عدوان… ما يعني أن سوريا لا ولن تخضع للابتزاز والتهديد كما أن شعوب العالم لم تعد تصدق الأكاذيب كتلك التي تم استخدامها سابقاً لتسويغ العدوان على العراق وعلى غيرها… وإذا كان هنالك من يستحق قرارات تحت الفصل السابع فهم أولئك الذين يقفون إلى جانب القاعدة وجبهة النصرة ويقدمون الغطاء السياسي والمالي والإعلامي للإرهاب وليست سورية المتجاوبة مع المبادرات السياسية والتي تتصدى للإرهاب الدولي ولإرهاب المجموعات التكفيرية… وهذا يتطلب من منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية ألا تنتظر قرارات لمجلس الأمن لن تصدر وفق رغبة المشاركين في العدوان على سوريا وعلى ميثاق الأممالمتحدة وعلى الإنسانية. كما يتطلب ممن يدّعون المعارضة في الخارج العودة إلى لغة العقل والانخراط في العملية السياسية لأن العملاء والمتآمرين على بلدانهم لن يحصدوا إلا الخيبة والفشل ولعنة التاريخ أيضاً.