وسط انشغال المسئولين بالسياسة وتجاهلهم لمتطلبات المواطن الفقير الذى ظل يصرخ من عدم الإحساس به، حتى بعد قيام ثورتين وانبعاث بارقة أمل، ما زالت الأسعار تواصل ارتفاعها بشكل جنوني يجعل الفقير عديمة الحيلة. «البديل» صوت المستضعفين قام بجولة فى عدة أسواق بمحافظة الشرقية؛ ليستمع لآراء المواطنين.. أسماء مصطفى (ربة منزل وتتقاضى مبلغ 150 جنيهًا إعانة من الشئون الاجتماعية تصرف منها على أربعة أبناء بعد وفاة زوجها) تقول والدموع تغمر عينيها «ما فيش حد من المسئولين بيحس بينا، كلهم بيقولوا كلام وما فيش فعل، يعنى أنا لما أقبض 150 جنيه وأولادى فى مدارس وعايزة أؤكلهم أعمل إيه؟! ده حتى المرتب ما بيكفيش يومين وباضطر أستلف من الناس وأشتغل فى البيوت علشان أؤكل عيالى بعد ما أسعار الخضراوات بقت جنونية، يعنى كيلو البطاطس بقى ب 7 جنيه والطماطم بقت ب 6 جنيه والفلفل ب 6 جنيه والكوسة ب 6 جنيه والطماطم ب 3 جنيه والباذنجان بقى ب 3 جنيه، طب نعمل إيه؟! إحنا عايزين الحكومة تحس بالمواطن الغلبان وكفاياهم بقى يدوروا على اللى بيلعبوا كورة والفنانين وينسونا؛ لأن إحنا برضه مصريين». ويرى الحاج حمادة (صاحب وكالة لبيع الخضراوات بمدينة أبو كبير) أن أخطاء الحكومة السابقة هي نفس الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة الحالية، حيث انشغلت بالمناصب والمظاهر فى ظل إعلام يبحث عن المشاكل السياسية، تاركًا مشاكل ومتطلبات المواطن الفقير. ويؤكد أحمد الاحرازى (صاحب مطعم) أنه اضطر لأن يغلق محله؛ نظرًا لارتفاع أسعار السلع الجنونى، رغم أن الشرقية محافظة زراعية، مطالبين المسئولين أن يقفوا بجوارهم، ويشعروا بهم.