ذكر موقع سودان تريبيون اليوم، أن رئيس دولة جنوب السودان الفريق سلفاكير ميار ديت أنهى الثلاثاء زيارته للخرطوم، قدم خلالها مجموعة من القرابين؛ لتحسين علاقة بلاده والسودان، ابتدرها في المطار بانحناء مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني، وختمها بإعلاته أن "جوبا" وافقت على مقترحات الاتحاد الإفريقي بشأن "ابيي" لكنها في انتظار الخرطوم لحل الأزمة حتى ينعم مواطنو "ابيي" بحقوق المواطنة، ناسفاً بذلك إعلانات سابقة بأن دولة الجنوب ترتب لإقامة استفتاء المنطقة المتنازع عليها في أكتوبر المقبل. وتابع الموقع أن رئيس جنوب السودان انحنى على نحو مفاجئ ومؤثر أمام العلم السوداني، لدى تفقده حرس الشرف، ما اضطر الرئيس السوداني عمر البشير لانتظاره ومواصلة المراسم، في ثاني زيارة له إلى السودان بعد انفصال الجنوب في يوليو 2011م. وبحسب البروتوكول، فإن "البشير" قاد "سلفاكير" إلى البساط الأحمر لتفقد حرس الشرف بلباسهم المميز، وكان الرئيس الجنوبي هو الأقرب إلى صف الحراس، وعند وصوله إلى قائد الصف الذي كان يحمل العلم، سارع إلى الانحناء مظهراً احترمه للعلم الذي عمل تحته خدمته عقوداً قبل انفصال جنوب السودان. ويبدو أن "سلفاكير" رمى إلى إيصال عدد من الرسائل، التي يمكن أن تذيب جليد العلاقات بين "الخرطوموجوبا"، التي كان طابعها التوتر. وأوضح الموقع أن السودان وجنوب السودان اتفقا على فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، وتنفيذ واحترام اتفاق التعاون الموقع بين الخرطوموجوبا في أديس أبابا سبتمبر 2012 وتعهد الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، بعدم دعم وإيواء المتمردين وفتح الحدود أمام حركة التجارة والمواطنين. وأضاف الموقع أن الرئيسين عمر البشير وسلفاكير الذي وصل الثلاثاء إلى الخرطوم وأجرى مباحثات ناجحة حول القضايا العالقة، تحاشا الدخول في نقاشات بشأن قضية ابيي والحدود، لكنهما أكدا المضي قدما في الوصول إلى حلول ترضي الطرفين. وأكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة لعلاقاتها مع الخرطوم وإغلاق الصفحة القديمة بتنفيذ كل ما اتفق عليه الطرفان في مصفوفة التعاون التي وقعا عليها العام الماضي في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا. وأعلن "كير" استعداده الكامل لاتخاذ كافة الاجراءات لتأكيد حرص بلاده على عدم دعم وايواء متمردين من السودان، حسب الاتهامات الأخيرة، مضيفا "وردتنا اتهامات من قبل الخرطوم لكن وفقا للواقع، فإن بلادنا لاتدعم الحركات المعارضة ولاتوفر لها الإيواء وأنا على استعداد للوفاء بوعدي في هذا الصدد وأنا هنا لا أريد أن أدافع عن نفسي". وأفاد الموقع أنه طالب الخرطوم بفتح الحدود وانسياب التجارة، وأكد استعداده لتنفيذ ذلك خلال 24 ساعة وقال "السودان هو الذي أغلق الحدود من جانبه ونحن لم نفعل ذلك " وتابع " لانريد أن تكون هذه الاتفاقات على الكتب سنعمل لتنفيذها بشكل كامل ونحن نأتي من أجل ذلك". ورأى "سلفاكير" أن البلدين يجب ألا يكونا في حالة تأهب ونذر حرب، ويجب أن يوفرا الخدمات لمواطنيهما؛ لأنهم يواجهون كوارث في الفيضانات وغيرها، وأضاف " لانريد أن نرى المواطنين يعانون ونحن لانتمكن من مساعدتهم". ونوه "كير"بأن قضية "أبيي" البلدين، لكنه أشار إلى ضرورة تنفيذ قرار المحكمة الدولية بشأن المنطقة إلى جانب مقترحات الاتحاد الإفريقي واتفاق السلام الشامل وبروتوكول "ابيي." كما اتفقا على تسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة لحل قضية المناطق المتنازع عليها والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها. وذكر الموقع أنه تم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال بالبلدين، حيث ضم الوفد المرافق لسلفاكير مجموعة من أعضاء اتحاد أصحاب العمل ورجال الأعمال بجنوب السودان. وعقد رئيس جنوب السودان لقاءات منفصلة مع زعماء القوى السياسية، أبرزهم الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي وزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان محمد المرغني ورئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي وزعيم الحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب ورئيس تحالف المعارضة فاروق ابوعيسى. وقال "الترابي" للصحفيين عقب لقاء سلفاكير إنه تحدث مع رئيس جنوب السودان حول الهموم المشتركة التي تخص الشعبين وأضاف "أنا اكثر استبشارا بمصائر الشعبين "، وتابع "الآن أدركا أن علاقتهما اوثق مما كانا يريدانه يوم تفاصلا".