“الاتصالات ” أفسدت حياتنا .. وشركات التليفون الثابت والمحمول سممت عيشتنا وهدمت ثوابتنا ولعبت فى عقول شبابنا وبناتنا ، واخرجت من كهوف التاريخ المظلم دعاه الفتنة وأدعياء الحكمة وتجار الرذيلة وأصحاب العقول الفارغة والأفكار الهدامة وصناع الفوضى والبلبلة .. كل ذلك من أجل الحصول على مزيد من الأموال من جيوب الحمقى والمخدوعين ومحدثى النعمة والعاطلين بالوراثة الذين يمثلون الشرائح العظمى من جمهور الاتصالات التليفونية ببرامج الفضائيات ومحطات الإذاعة الحكومية والخاصة على موجات “إف .إم ” والتى تقدم أى شئ وكل شئ من أجل جذب المزيد من ” المتصلين ” وتحقيق أعلى حصيلة إيرادات تليفونية من مكالمات البلهاء و” الفاضيين ” .. والنتيجة فوضى فضائية تليفزيونية وإذاعية كاملة ، وبرامج تثير البلبلة وتشيع الحيرة بين الناس باسم مناقشة قضايا الدين وأحكام العقيدة وتنوير الناس بأهداف الشريعة بدون حرج أو خجل ، حتى تحولت البرامج المفترض أنها دينية إلى برامج ” بورنو ” وتحول الدعاة الفضلاء إلى اختصاصيين فى أمور الجنس والعلاقات الحميمة وضاعت حمرة الخجل فى عصر الإباحة ” والقباحة ” ! . وبفضل لهاث القنوات الفضائية والمنتجين الفضائيين وراء أموال ” التليفونات ” وفواتير الاتصالات شهدنا قنوات مغرقة فى السوقية والإسفاف ومذيعات تنافسن فتيات ” الريكلام ” وبنات ” الكباريهات ” فى الميوعة والخلاعة يستدرجن الزبائن للإجابة على أسئلة حمقاء وغبية وفوازير تافهة ، ومع ذلك تظل على الشاشة بدون إجابة صحيحة لمدة أسابيع .. فقط من أجل مزيد من الاتصالات ” والضحك على الذقون .. وبرامج أخرى تقرأ الكف وتفتح الودع والكوتشينة مع المشاهدين على الهواء مباشرة وطبعا الخط مفتوح والاتصال متصل ، والعبارة السمجة المكررة ” من فضلك وطى صوت التليفزيون واسمعنا من التليفون ” ، أصبحت ” تيمة ” ثابتة فى معظم البرامج .. وأصبح الاتصال هو الهدف وليس المتصل .. وكلما زادت الاتصالات زاد الإيراد وعظمت الغلة وزاد أجر المذيع أو المذيعة .. وليس مستبعدا أن نصل إلى اليوم الذى يحصل فيه المذيع على نسبة من حصيلة إيرادات المكالمات الهاتفية التى يتلقاها أو تتلقاها المذيعة خلال برنامجها . ودخل على الخط نوع آخر من النصب .. أرقام خاصة لنجوم وهميين صنعتهم الفضائيات .. خط ساخن للشيخ سيد حمدى مفسر الأحلام المتوارى خلف عباءة الأزهرى والأزهر منه براء .. وهو ” يعك ” ويكاد يخرب البيوت عيانا بيانا وعلى الهواء مباشرة ، ويكفى أنه قال لإمرأة على الهواء أنها كانت “شقية ” وبتعمل حاجات تغضب ربنا فى شبابها لكن الله تاب عليها !. وخط ساخن آخر لملكة الجمال السابقة ” أمينة شلباية لتجيب على أسئلة النساء عن الجمال وأصوله والزينة وقواعدها .. ولا أعرف لماذا لا تنصح نفسها أولا ، فأبسط قواعد الموضة أن ترتدى المرأة ما يناسبها ، وألا تكون بتلك النحافة المفرطة ، وترتدى الفساتين المفتوحة والعارية الصدر! . وإذا كان سيد حمدى وأمينة شلباية وسماح أنور وأسامة منير وغيرهم لهم خطوط ساخنة ، فالداعية خالد الجندى هو صاحب التليفون الإسلامى .. ” يعنى اتصل وادفع وسجل فتواك ونحن سوف نرد عليها ” .. والحقيقة أن هذه ليست قمة المهزلة والمتاجرة بالدين ، فهناك نماذج أخرى أفدح وألعن .. وأخطرها من وجهة نظرى ما فعلته قناة فضائية أصولية تتبنى الفكر السلفى ، حين دعت مشاهديها لإرسال رسائل ” إس . إم .إس ” للدفاع عن الرسول الكريم ” صلى الله عليه وسلم ” ضد حملات الغرب للإساءة إليه وإلى الإسلام .. وقال داعيها بلا خجل .. ” إبعت ولو رسالة ترد بها على أعداء الإسلام .. وهذا أضعف الإيمان ” .. فهل يعقل أن تصل الأمور إلى هذا الحد .. وكل ذلك من جراء ألاعيب شركات الاتصالات لنهب ما بقى فى جيوب الناس بالفضائيات والخطوط الساخنة بعد أن ” روشتهم ” بعروض الثابت وإغراءات المحمول .. منهم لله !.