* بعض الناجين من “سلخانات الأسد للتعذيب” يروون لرويترز ما حدث معهم وما رأوه * شاب سوري فقد الإحساس بركبتيه وحين ذهب لطبيب السجن ركله بقدمه وصفعه على وجهه * اعتقال في مارس وظلوا يضربونه وأجبروه على الوقوف وهو لا يشعر بساقيه وطلبوا منه وضع عصا في مؤخرته كتبت- نفيسة الصباغ ووكالات: بالنسبة لآلاف المحتجين الذين يتظاهرون في شوارع سوريا ضد الرئيس بشار الأسد فإن الخوف يستبد بهم من أن تخطفهم أيد خفية من بين الحشود. فيما يرويه من كتبت لهم العودة من سلخانات عائلة الأسد وما يخرج بعضه في فيديوهات يتمكن ناشطون من تحميلها على الإنترنت يشير إلى حجم التجبر والسادية التي يمارسها النظام ضد الشعب منذ سنوات والتي تكثفت خلال الأسابيع الماضية منذ بدء الثورة السورية. وفي فيديو تمكن السوريون من تجميله على الإنترنت يظهر جسد طفل سوري اسمه حمزة علي الخطيب البالغ من العمر، قبل استشهاده، 13 عاما، خرج للمشاركة في مظاهرة جمعة الغضب للمطالبة برفع الحصار عن درعا، فاختطف عند مساكن صيدا وتم تعذيبه وبدت آثار التعذيب على جسده بدءا بالرصاص مرورا بالكدمات في مختلف أنحاء جسده وآثار التعذيب والضرب وكسر في العنق ويوضح الفيديو أيضا كيف تم قطع عضوه الذكري وأخيرا أطلقت النار عليه فاستشهد. وفي مقطع آخر يظهر جسد أسامة حسين الزعبي من مدينة مسيفرة السورية وعليه آثار التعذيب ويقول صوت يعلق على الصورة إنه تعرض للتعذيب ثم أجهز عليه بالرصاص لإنهاء حياته. وبدأت وكالات الأنباء في الحديث مع بعض من كتب الله لهم الخروج من تلك السلخانات، فتحدثت رويترز مع ثلاثة أشخاص شاركوا في الاحتجاجات في دمشق وسردوا روايات مفصلة عن القمع على أيدي القوى الأمنية السورية عندما كانوا رهن الاعتقال. وأجمع الرجال الثلاثة على أنهم تعرضوا للضرب بالعصي والهراوات وجرتهم القوى الأمنية بعيدا عن موقع الاحتجاجات التي انضموا إليها. وقال شاب عمره 22 عاما واحتجز لأكثر من ثلاثة أسابيع “عندما وصلنا فورا وضعوا القيود في أيدينا وأغمضوا أعيننا وطبعا استلمونا بالضرب وكان هناك حفل الاستقبال قبل أن يحققوا معنا وقبل كل شيء أي أنهم ألقوا بنا أرضا وكان عناصر الأمن يقفون على ظهورنا ويمعسونا ويعمل وثب على ظهرنا ويقفز عليه بحدود خمس إلى ست عناصر قفزوا علينا هكذا ... يقفز واحد وينتهي دوره ويأتي الذي يليه أي بالتناوب.” وأضاف أنه تعرض للصعق بالكهرباء عند حلمتي ثدييه والرسغين والمرفقين والركبتين والكاحلين لرفضه الكشف عن أسماء أصدقاء له شاركوا في المظاهرة. وأضاف “أول ستة أيام لم يأخذوني إلى الزنزانة. بقيت في الممر مغمض العينين ومقيد اليدين. وممنوع من النوم وكنا نشرب الماء كل يومين وكان معنا 30 ثانية في الحمام في حال تأخرت أكثر من 30 ثانية يتعاقب الواحد على الدولاب. إذا الواحد تأخر أكثر من 30 ثانية في التواليت يضعوه على الدولاب.” لقد فقد الإحساس بركبتيه وساقيه بعد الجلوس القرفصاء لفترة طويلة وطلب مقابلة طبيب السجن. أضاف “أخذوني عند طبيب السجن الذي سألني لماذا لا تستطيع أن تمشي قلت له إن ركبي تجمع الدم فيهما ولم أستطع أن أحركهما فراح يركلني عليهما برجليه وقال لي هل هكذا أفضل.. وصفعني على وجهي.” وكان الرجل اعتقل في مارس الماضي عندما لم تكن الاضطرابات قد توسعت إلى مناطق عديدة من البلاد بعد. وليلة واحدة عقب توسع الاحتجاجات إلى أماكن أخرى “كان الضرب مستمر طول الليل حتى إنه طلب مني أن أقف وأدخل العصى في مؤخرتي.” وبخلاف التعذيب الجسدي فإن قوات الأمن تستخدم الطرق التي تنال من نفسية السجناء. وقال رجل إنه طوال فترة اعتقاله كانت قوات الأمن توحي بأنهم سيصبحون خارج الزنزانة قريبا لكنها تعود عن ذلك. وقال: “الطريقة التي كانوا يفتحون بها ويغلقون الباب كانت طريقة مخيفة. أنت تستيقظ بفزع عندما تسمع صوتا من هذا القبيل فإنك تعتقد أنها طلقات نارية.” وأضاف الشاهد البالغ من العمر 23 عاما ويعيش في دمشق “أنا كنت بين التفكير أننا سنخرج من هنا بعد ساعتين أو أن يقتلوننا في هذه الزنزانة” وفي حين شملت عمليات الاستجواب أسئلة حول لماذا شاركوا في الاحتجاج وكيف كانوا يعرفون بها وأسئلة أخرى بدا أن هدفها هو تعزيز رواية السلطات بأن الاضطرابات تغذيها مؤامرة خارجية بواسطة الإسلاميين وقوى خارجية. وقال “سألوني هل أنا عضو في حزب البعث”، “وسألوا هل أنا مسلم. هل أطبق تعاليم الإسلام.” وقال رجل آخر إنه تم سحبه بعيدا عن احتجاج حيث كان المتظاهرون يرددون النشيد الوطني ويحملون لافتات كتب عليها “إنهاء الحصار في درعا”. وقال “شعرت بالخوف لا نعرف إلى أين ذاهبون لا نعرف إذا كنا سنخرج لا نعرف إذا العالم يعرف عنك شيئا.... كانوا يهددون بأنك لن تخرج ولن ترى الشمس مرة أخرى.” وقال إن قوات الأمن كانت على وجه التحديد أكثر وحشية مع سجناء كبار السن أو أولئك الذين يعانون من ظروف طبية. وأضاف “أجبرونا أن نقف عراة في بعض الأحيان ضرب غير ممنهج....حبسونا في غرفة صغيرة كنا 27 شخصا في غرفة لا تتعدى مترين أو ثلاثة امتار.” وقال الشخص الذي اعتقل في وقت سابق هذا الشهر “شعرنا بهذه الغرفة بأن تعليمات الأمن أن لا تقتلوا أحدا ولكن إذا قمتم بذلك فلا مشكلة.” وقال الرجل إنه ليس هناك طريقة لاحتواء الأسد كما كان من قبل وتوقع أن تتصاعد الحركة الجماهيرية ضده. وقال أحد الرجال “تعرضت لأسوأ شيء وبعد ذلك فإن أي شيء يأتي لن يكون أسوأ. حاجز خوفي انكسر. لا يهمني أي شيء آخر.” وأضاف: “أعتقد أنه بعد كل هذا القتل لا يوجد فرصة للنظام.” الطفل حمزة الخطيب: الشهيد أسامة حسن الزعبي