نقل التلفزيون السوداني الرسمي مساء أمس عن مصدر عسكري سوداني أن القوات المسلحة “أحكمت سيطرتها” على مدينة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. ونقل التلفزيون عن المصدر قوله “إن القوات المسلحة وصلت عند المغرب إلى مدينة أبيي وأحكمت سيطرتها عليها وطردت قوات العدو إلى جنوبها”. وأكد مصدر دبلوماسي من بعثة لمجلس الأمن الدولي وصلت أمس إلى العاصمة السودانية في زيارة رسمية أن “القوات المسلحة السودانية سيطرت على مدينة أبيي”. وأضاف أن “القوات السودانية سيطرت على المدينة وهذا تطور بالغ الأهمية” على صعيد الأزمة السودانية. ومن جهته، أعلن فيليب أقوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي (جيش تحرير السودان) أن المعارك كانت لا تزال متواصلة مساء السبت مشيرا إلى “قصف مدفعي وهجمات برية للقوات الشمالية ومعارك تدور في قلب مدينة أبيي”. وقال إن “عناصر شرطتنا قاتلوا إلا أن القوات المسلحة السودانية أرسلت الكثير من الجنود”. وأكدت مصادر عدة داخل القوات الدولية في السودان هذه المعلومة أيضا. وأوضح أحد هذه المصادر أن “عناصر جيش تحرير السودان انسحبوا نحو الجنوب ولم يعودوا موجودين في المدينة حيث تسير نحو عشر دبابات تي-55 تابعة للقوات المسلحة السودانية”. وقال مصدر آخر في القوات الدولية إن “الوضع تدهور بشكل خطير. تواجهت القوات المسلحة السودانية وجيش تحرير السودان طوال النهار في مدينة أبيي مع معارك برية وتبادل للقصف المدفعي”. إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الرئيس السوداني عمر البشير “أصدر مرسوما حل بموجبه مجلس منطقة أبيي وأعفى رئيس إدارية أبيي ونائبه ورؤساء الإدارات الخمس في الإدارية” من مهماتهم. وكان القتال اندلع في المنطقة الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه مساء الخميس عندما تعرضت قوة تابعة للجيش السوداني لكمين اتهمت الخرطوم الجيش الشعبي بتدبيره. ونفى الجيش الشعبي لتحرير السودان في حينه أن يكون وراء هذا الهجوم واتهم القوات الحكومية السودانية بأنها “هي التي أطلقت النار أولا وتستعد لاحتلال أبيي”. وأدانت الولاياتالمتحدة السبت سيطرة الجيش السوداني بعد معارك عنيفة على المدينة الحدودية بين شمال السودان وجنوبه. وأعلن البيت الأبيض في بيان مطالبته القوات المسلحة السودانية “الوقف الفوري لكل العمليات في ابيي وانسحاب قواتها”. وأضاف البيان أن “أي رفض قد يؤدي الى الحاق الضرر بعملية تطبيع العلاقات بين السودان والولاياتالمتحدة وضرب قدرة المجتمع الدولي في الحصول على تقدم في مسائل جوهرية لمستقبل السودان”. وندد البيان أيضا بحل الرئيس السوداني بموجب مرسوم مجلس منطقة أبيي. ودعا “جميع الأطراف إلى الحوار للوصول إلى تسوية سياسية”.