يستضيف قصر الأمير طاز، في الفترة من 20-29 أغسطس الجاري، العرض الثاني لأحدث انتاج لاستوديو مسرح مركز الإبداع الفني، عرض "عن العشاق" والذي قدم للمرة الأولي خلال شهر رمضان الماضي لمدة أسبوع واحد. العرض يتناول أشهر كتاب في التراث العربي عن الحب، وهو "طوق الحمامة في الألفة والإلاف" للفقيه ابن حزم الأندلسي، العرض فكرة وإخراج هاني عفيفي، دراماتورج كريم عرفة، بطولة حمزة العيلي في دور ابن حزم الأندلسي، أحمد زكريا، سارة عادل، سارة هريدي، تمثيل وعزف وغناء ماهر محمود إسماعيل، و غناء ندي موسى، رقص مسرحي تصميم هاني حسن وآداؤه بمصاحبة مارتينا عادل، وبمصاحبة العازفين: فادي عادل وشريف صبحي على العود، سامر بركات علي القانون، يوسف عبدالله علي التشللو، وحازم مجدي على الكمان، ملابس واكسسوار أيمن الزرقاني،إضاءة ياسر شعلان. يقدم المخرج في عرضه رؤية مسرحية لأراء الفقيه ابن حزم الاندلسي، عن الحب وأحوال المحبين، وهوأحد أكثر علماء المسلمين في الاندلس غزارة في انتاجه الفكري، يجمع العرض بين المشاهد الدرامية لبعض من حكايات العشاق التي تناولها ابن حزم في كتابه، وعرضا لآرائه في إجاباته على أسئلة العشاق، والرقص المسرحي المعبر عن حالات مختلفة من علاقات الحب بمصاحبة ارتجالات حرة لعازفي بيت العود الذين تألقوا في العرض و بموازاة النص الدرامي اختار المخرج تراث كوكب الشرق أم كلثوم، ليكون معادلًا موسيقيًا غنائيًا للحديث عن الحب، بديلا للأشعار التي استخدمها "ابن حزم"، تعبيرًا عن الحب في كتابه. الحالة الفنية للعرض شديدة الخصوصية، ويبدو خارج صراعات عالمنا اليوم، بتقديم رؤية فقية إسلامي شديدة الرومانسية والعذوبة وتحليله لأحوال المحبين في زمان يحرم فيه مدعي حماية الدين، كل مظاهر الحب و الحياة، وهو الهدف الذي اختار المخرج هاني عفيفي، أن يقدم هذا العمل بسببه دفاعا عن الرؤية الحقيقية للاسلام دين الحضارة للحب و الحياة ، و حرص المخرج علي تقديم عرضه في ظل التراكم الحضاري الذي يقدمه المكان التاريخي الذي اختاره و هو تحفة فنية من المعمار الاسلامي و الذي أدي إلي تأخر ظهور العمل عدة مرات بعدما تغير مكان العرض لاسباب مختلفة من بيت الغناء العربي في بيت الهراوي إلي بيت زينب خاتون و بيت الشعر إلي أن وصل الي قصر الامير طاز ليقدم المخرج تناولا للمكان جعله أحد ابطال العرض و رابطا يعمق التواصل الحضاري عابرا للزمن و مؤكدا كثافة البعد الحضاري الذي تشوهه الرؤي القاصرة لانجاز الحضارة الاسلامية و مساهمتها في التاريخ الانساني. أخبار مصر- البديل