جاءت الصراعات السياسية لتكون هي البطل الرئيسي في صلاة العيد هذا العام، حيث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن إقامة شعائر الصلاة في مسجد حمزة بالسويس موقع اعتصامهم منذ 1 يوليو، بينما أعلن التيار الشعبي عن اتخاذ ميدان الأربعين موقعًا لإقامة صلاة العيد للقوي الثورية بالمحافظة، كما اتخذت الدعوة السلفية منطقة أول السور كساحة لإقامة شعائر الصلاة. من جانبه، خطب الشيخ "علاء سعيد" في ساحة مسجد حمزة، حيث تواجد الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكدا أن الدين الإسلامي جاء كافيا مغطيا لكافة جوانب الحياة الدينية، والسياسية، والاقتصادية، حيث لا تعارض بين الدين والدولة، وقد استغل الخطبة في مهاجمة من ينادون بفصل الدين عن الدولة ووصفهم بالخارجين عن الدين، مرددًا في نهاية خطبته دعوات لمصر بتوفيق الحكام لمصلحة شعبها، والتقريب بين الحكام والشعوب في طاعة الله، كما ردد هتاف "حسبي الله ونعم الوكيل" أكثر من مرة. في السياق ذاته، تحركت مسيرة من مئات مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، رافعة صوره، ومرددة هتافات تطالب بعودته للحكم، كما رددوا أغاني الألتراس التي تحارب ما وصفوه ب"حكم العسكر"، وقام بعض المؤيدين بتوزيع منشورات بأسماء المقبوض عليهم في محاولة اقتحام مبني المحافظة يوم 5 يوليو الماضي، ومنشورات أخري تستعرض ما أسموه ب"جرائم السيسي"، حيث زعموا أن الجيش قتل 482 واعتقل ما يزيد على الألف، كما قاموا بتوزيع صور للمعزول وأعلام مصر وبعض الأقمشة السوداء التي تلبس علي الرأس. جدير بالذكر أن الشيخ "علاء سعيد"، هو أحد المطلوب القبض عليهم، حيث وجه له تهمة التحريض علي العنف ومحاولة قتل المتظاهرين، ومعه "أحمد محمود" أمين الحزب بالمحافظة. وشهدت ساحة الشهداء حشدا كبيرا من المصلين الذين اعتادوا الصلاة في هذه الساحة بشكل سنوي، حيث الاستماع للشيخ "حافظ سلامة"، رمز المقاومة السويسي الذي تحدث عن مخطط الأمريكان والكيان الصهيوني في إسقاط الجيش المصري ومحاولة تفكيكه لأنه آخر جيوش المنطقة القوية، كما اعترض علي أفعال جماعة الإخوان في الوقت الراهن، قائلا إنهم في هذه الفترة يخدمون مصالح خارجية بمحاربتهم لجيش مصر العدو الأول للكيان الصهيوني، كما قام بدعوتهم للعودة للرشد وإيقاف بحر الدم بين المسلمين، وقام عدد كبير من المواطنين بتوزيع الهدايا علي الأطفال في ساحة الصلاة لإدخال فرحة العيد في قلوبهم بعدما أفسدها النزاع السياسي. هذا وقد أصبحت شعائر صلاة العيد في محافظة السويس ستارًا لممارسة السياسة، حيث اتخذ كل فريق من ساحة الصلاة منبرًا لترسيخ وجهة نظره السياسية، وأصبح المواطن يبحث عن الساحة الأقرب لرؤيته السياسية بدلا عما كان يبحث عن الساحة الأقرب لمنزله، وأصبحت المساجد هذا العام مجالا للنزال السياسي بعدما كانت موطنا للتهنئة بالعيد، كما أوصي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في آداب الاحتفال بالعيد. أخبار مصر - البديل