الراوي و الشاعر الشعبي سيد الضوي صاحب الكاريزما و الاداء الدرامي المميز هو آخر شعراء و رواة السيرة الهلالية العظام الذين حفظوها عن الاجداد، يقترب من الثمانين ربيعا، و يستحضر من الذاكرة اكبر سير العرب الملحمية "سيرة بني هلال " التي يشبهها الكثيرون بالملحمة الاشهر في التاريخ الانساني "الالياذة اليونانية ". وهو من آواخر حفظة التراث الشفوي العربي الذي يحمي تاريخا يتفاخر بالشجاعة و البطولة في ازمنة تجاوزناها و جمعت بين حقائق تاريخية و اضافات و توابل المخيلة الشعبية التي اكسبتها ابعادا درامية و فرضت ذوقها لذا تختلف رواية السير و الملاحم من منطقة لاخري و السيرة الهلالية احد ابرز الامثلة علي هذا التأثير الثقافي الشعبي . تتناول السيرة الهلالية الحافلة بالتغني بالبطولات و الفخر بالعرب حكاية هجرة القبيلة اليمنية "بني هلال" و ترحالها من من نجد وتهامه بشبه الجزيرة العربية الي مصر و الشام و تونس ، تعود احداثها الي العصر الفاطمي ، و مع مرور الزمن صارت شخصياتها الشهيرة مثل ابوزيد الهلالي سلامه ،الزناتي خليفه ، خضرة ، شيحه و دياب و غيرهم جزءا من تراث العالم العربي الدرامي في دول و مناطق عدة و بروايات مختلفة و شديدة التنوع و الثراء ، نظمت في الاف الابيات الشعرية ، تصل الي المليون بيت شعري. بدأ سيد الضوي في تعلم السيرة علي يد والده الضوي الكبير في سن العاشرة و بدأ في انشادها في الخامسة عشر من عمره ، لتنطلق مسيرته الفنية الطويلة مع السيرة برواية اهل الصعيد ،فهو من مواليد قوص عام 1934بمحافظة قنا التي خرج منها كبار الشعراء ، تعلم ايضا علي يد اشهر رواة السيرة في زماننا الراحل العظيم الشاعر جابر ابو حسين الذي وثق الشاعر الكبير عبد الرجمن الابنودي السيرة الهلالية بصوته في الاذاعة في اطار مشروعه الضخم لتوثيق السيرة الذي عكف عليه ثلاثين عاما ، و قبل اربع سنوات استكمل الابنودي مشروعه مع الشاعر و الراوي السيد الضوي حيث سجلا السيرة الهلالية في 135 حلقة تليفزيونية من انتاج التليفزيون المصري ، من اعداد الكاتب و المخرج سيد فؤاد ، فيها يشرح الابنودي الاحداث و يرويها الضوي بادائه الدرامي المميز و ينشدها شعرا و غناءا و هو يعزف علي ربابته . شاعرنا سيد الضوي الذي لم يذهب الي مدارس يحفظ الاف الابيات الشعرية ، طاف محافظات مصر راويا و منشدا للسيرة و كان سفيرها خارج مصر في جولات في الدول العربية في تونس ،الاردن ،قطر ،الكويت والامارات وفي اوربا علي اكبر مسارح فرنسا، هولندا، بريطانيا والنرويج ، و دوما تصاحبه فرقة موسيقية عمادها الاساسي احفاده و تلاميذه ، الفنانين اشرف وقرشي و رمضان الضوي و الفنانين خليفه سمان و خالد رفعت ، و تعتمد علي آلات الايقاع و الربابة و الدف.