قال رئيس الوزرء التونسي السابق والمرشح للرئاسة المقبلة " باجي قايد السبسي " في حوار له مع صحيفة " لو موند " الفرنسية إنه ينبغي على حركة النهضة الإسلامية التنازل عن الحكم والقبول بفشلها في حل المشكلات التي تعاني منها البلاد. وأوضح رئيس حزب نداء تونس أكثر الأحزاب شعبية في البلاد حسب الاستطلاعات الأخيرة أن تونس تعاني من أزمة أمنية واجتماعية واقتصادية غير مسبقة، مشيرا إلى أن الحكومة التابعة للنهضة لا تعطي انطباعا بأنها تدرك خطورة الوضع في البلاد. وأضاف " السبسي أن البلاد في حاجة إلى سياسة جديدة تختلف عن سياسة حركة النهضة وبوجه جديدة، موضحا أن المعارضة التونسية المنقسمة ولأول مرة تجتمع ضد حكومة بهذا الشكل وتطالب بضرورة مغادرتها للحكم. وفي هذا السياق، اقترح رئيس الحكومة التونسي السابق أنه يجب حل الحكومة الحالية واستبدالها بفريق من الكفاءات الوطنية والذي يتعهد شخصياتها بعدم الترشح لانتخابات مقبلة، مشيرا إلى أن الوضع لا يتوقف على مشاركة النهضة أم لا. وتابع " السبسي " : أننا ليس طامعين في السلطة، فنحن نريد حكومة كفاءات، مشيرا إلى أنه لا يحق للنهضة أن ترأس الحكومة الجديدة، فتولي هذه الحركة رئاسة الوزراء سبب للتونسيين مشاكل نفسية عديدة تجاهها. وأوضح السبسي أنه لا ينبغي إسقاط حركة النهضة فقط، بل معها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي ينتمي إليه الرئيس التونسي منصف المرزوقي وكذلك حزب التكتل الذي ينتمي إليه رئيس المجلس التأسيسي مصطفى جعفر، مشيرا إلى أنهم شاركوا في هذا الفشل الذريع ومر عامان دون أن يحدث أي تقدم في حال البلاد، بل وصلت الأوضاع الاقتصادية إلى هذه الكارثة التي يعيش فيها الشعب التونسي، كما أنهم بمشاركة النهضة كانوا السبب في تأخر إنهاء الدستور للبلاد، باختصار : البلاد تعرضت لسقوط كبير. وعلى صعيد آخر، أكد السبسي: نتيجة للتصريحات الكارثية والغريبة لحركة النهضة فإنه أضحى من الصعب التحكم مرة أخرى في الأمن العام، وبين الزعيم التونسي أن الحكومة الحالية غير شرعية، حيث إنه وفق انتخابات 23 اكتوبر 2011، فإن من يفوز سيتولى الحكم فترة انتقالية لمدة عام فقط يقوم فيها بكتابة دستور للبلاد، موضحا أنه الآن قد مر أكثر من ذلك. وفهي هذا الإطار، أوضح السبسي أن قرار إجراء الانتخابات في 17 ديسمبر المقبل غريب، حيث إنه ينبغي أولا أن يتم تهيئة الوضع لذلك، ثم ايضا وضع دستور، وتحديد اللجنة الانتخابية وكذلك الناخبين، مؤكدا أنه إذا سارت الأمور جيدا، فإن الانتخابات لن تجرى إلا خلال الربع الأول من العام المقبل. واختتم السبسي حواره قائلا: فعلا تونس ليس مصر، لكن إذا ظل الوضع في تونس هكذا، فالسيناريو المصري ليس مستبعدا، فينبغي على الحكومة أن توافق على المطالب الشعبية قبل فوات الأوان، مشيرا إلى أن الاعتصامات في ميدان " باردو" ستظل حتى يتم التوصل إلى حل.