ذكرت صحيفة "معاريف" اليوم، أن الجنرال الأمريكي "جون آلين"، الذي كلفه وزير الخارجية الأمريكي، "جون كيري" قبل شهرين، بإدارة الملف الأمني بين الإسرائيليين والفلسطينيين بجانب ليفني، كلف طاقما مكونا من 20 خبيرا، منتشرين في إسرائيل وواشنطن وعمان، بالعمل من أجل إنجاز صيغة أمنية صالحة وفعالة لل 30 عاما المقبلة، تعوض الجيش الإسرائيلي ما سيفقد على صعيد حرية الحركة في المناطق الفلسطينية في حال انسحبت إسرائيل من الضفة الغربية. وقالت الصحيفة، نقلا عن مصادر أمريكية مطّلعة، بأن أفراد الطاقم الأمريكي، بدأوا العمل فعليا مع نظرائهم الإسرائيليين لإنجاز الصيغة الأمنية المحتملة في حال انسحبت إسرائيل من الضفة الغربية، وأن الجنرال "جون آلين"، التقى شخصيا، مرتين مع رئيس الحكومة "نتنياهو"، ومرة مع وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعلون". وأشارت الصحيفة إلى أنه الأطراف المشاركة تحافظ على سرية آلية عمل هذا الطاقم، إلا أن أساس الاتصالات التي يجريها "آلين" وأفراد طاقمه مع طواقم قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي، ومع أفراد من جهاز الشاباك، تدور حول الخطط التكتيكية والاستراتيجية، للأوضاع المستقبلية، التي ستسود في المنطقة، من الناحية الأمنية. ويقول أحد المشاركين في هذه الاتصالات إن مهمة "آلين" لا تتعلق برسم الحدود، إلا أنه يقوم بفحص البدائل التي يمكن توفيرها في حال تم الانسحاب، لما هو متاح للجيش الإسرائيلي حاليا، وأضاف أن الحقيقة الافتراضية التي يدور الحديث حولها هي أنه في حال قيام دولة فلسطينية، فإنه لن يعود بوسع الجيش الإسرائيلي التوغل متى يشاء في مناطق السلطة الفلسطينية. وبناء على ذلك فإن طاقم الجنرال الأمريكي "آلين"، يبحث عن حلول خلاقة لهذه المعضلة، بحيث تكون ناجعة على امتداد ال 30 عاما المقبلة، كما يبحث الطاقم مع الإسرائيليين المعاني التي يتضمنها مصطلح "دولة فلسطينية منزوعة السلاح"، حيث يدور البحث عن ماهية القوات الفلسطينية التي ستتواجد في هذه الدولة، وطبيعة تسليحها بالإضافة إلى الدفاع عن حركة الطيران حول مطار "بن غوريون"، في حال انسحبت إسرائيل من الضفة. وأشارت "معاريف" إلى أن طاقم الجنرال "آلين" لا يبحث فقط "الوضع النهائي" كما يسميه الأمريكيون، بل الفترة الانتقالية بين الوضع الحالي والوضع الذي ستؤول إليه الأوضاع في المستقبل، وأن الحديث يدور عن فترة مستمرة ومتواصلة. ومن بين المواضيع التي يتم بحثها من قبل هذا الفريق أيضا، الإبقاء على قوات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، على طول الحدود مع الأردن، بالإضافة إلى تأثير إقامة الدولة الفلسطينية على الأردن، وعلى العلاقات بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل. ويقول أحد المصادر المطّلعة على التفاصيل بأن "إسرائيل مطمئنة بكل ما يتعلق بالحدود الشرقية، وإنها تبذل جهودا قليلة نسبية على هذه الحدود، لاعتمادها على الجيش الأردني للقيام بهذه المهمة، ولكن لابد من الإشارة إلى أن ما يقوم به الأردنيون، ينبع من إدراكهم إن إسرائيل هي الموجودة، على الجانب الأخر من الحدود". ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي قوله، "الأفكار التي سيتوصل إليها "آلين"، سيتم دمجها بما ستتوصل إليه الطواقم السياسية برئاسة "ليفني" و"عريقات"، مشيرا إلى أن "كيري" بادر بتشكيل هذا المسار الأمني، انطلاقا من الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل.