قدمت بورسعيد تضحيات عديدة علي مدى العصور، فقد واجهت قديمًا الاحتلال، وحديثًا واجهت أنظمة فاسدة، وظلت صامدة تدفع الثمن حتى سقط فيها أكثر من 48 قتيلا في الذكري الثانية للثورة، واستمرت تقاتل حتى أصبحت أول محافظة بلا إخوان، كما استخدمت الجماعات الإرهابية العبوات الناسفة بها فسقط، اليوم الأحد، مراسل صحفي شهيدًا علي أرضها، ولهذا حاور "البديل" محمد عكاشة منسق حملة "تمرد" ببورسعيد، وإلى نص الحوار: * ما هي خلفيتك السياسية والحزبية قبل العمل مع "تمرد"؟ كنت أفضل العمل المستقل، لكنني كنت أرفض العمل الحزبي، حيث لا يوجد أحزاب يمكنك الاطمئنان معها، وفي الانتخابات الرئاسية اخترت "حمدين صباحي" في المرحلة الأولي، وقاطعتها في المرحلة الثانية لأن ضميري لم يكن يسمح باختيار أي المرشحين وقتها. *متى بدأت معارضتك لمحمد مرسي كرئيس؟ منذ أعلن ترشحه للرئاسة، فهو شخص لا يملك قراره في الأساس فكيف يمكن اعتباره رئيسًا لمصر؟، وفي النهاية الإخوان جماعة فاقدة مصداقيتها ومصريتها ودينها. وحينما ارتكب مرسي مجزرة 26 يناير 2013 أيقنت أنه لا يمكن أن يستمر كرئيس جمهورية، فهو خرج ليصف أهالي بورسعيد بالبلطجية، وتعتمد عزل قناة السويس تحقيق أهداف سياسية، وفي النهاية أيقن شعب مصر بفشله وأنه لا يمكن أن يستمر ثلاث سنوات أخري. *كيف تضررت بورسعيد في فترة حكم الإخوان؟ لولا الثورة لحدث الضرر الأكبر، فإقليم قناة السويس كان سيصنع دولة داخل الدولة، ويستهدف فصل مدن القناة عن مصر كخطوة أولي لبيعها بالقطعة. *كيف بدأت حملة "تمرد" في بورسعيد؟ كان الانطلاق الحقيقي للحملة في بورسعيد يوم شم النسيم حيث تمكنا من جمع 40 ألف توقيع في 6 ساعات، وشاركنا الأهالي في دخول كل الأماكن وشباب تمرد تواصلوا معهم في الميكروفونات، وفي النهاية وصلنا ل 250 ألف توقيع من أصل 400 ألف معهم بطاقة. * كيف تحولت بورسعيد لمحافظة بلا إخوان؟ حينما انتفضت مصر ضد الإخوان في نوفمبر 2012 وحرقت كل مقراتهم، كانت قيادات الإخوان خارج بورسعيد فاستعانوا بالجماعة الإسلامية لحماية المقر، وهناك حدثت اشتباكات عنيفة، وحينما عادت القيادات تبرأوا من الحدث وألصقوه بقيادات السلفية، هذا ما دفع الأهالي يلفظونهم خارج العمل السياسي والتواجد بالمحافظة. *كيف خرج "30 يونيو" الماضي في المحافظة؟ بدأت الأحداث مبكرًا، حيث بدأ أنصار الإخوان في استخدام القنابل ببورسعيد يوم 28 يونيو، مما تسبب في خوف البعض وزيادة الدافع عند الآخرين، ثمخرج يوم 30 يونيو كأعظم مشاركة سياسية في المحافظة، حيث خرجت 5 مسيرات من المناطق الشعبية حتي ميدان المسلة الذي أغلق بسبب أعداد المشاركين الضخمة قبل وصول المسيرات. * ما رأيك في مليونية تفويض الجيش؟ من يمكن أن يعترض علي تفويض الجيش في مواجهة الإرهاب ؟، لهذا شارك الآلاف في هذه المليونية لأنها تعتبر بمثابة الحرب علي الإرهاب، وفي النهاية لا يوجد مجلس شعب لإعطائه التفويض فمن هو صاحب المسألة الآن غير الشعب ؟. *ما رأيك في أحداث العنف التي شهدتها رابعة والحرس الجمهوري؟ حينما خرجت المظاهرات أمام وزارة الدفاع أو الداخلية، كنا نعترض على أسلوب عملهم، لكن تواجد المعتصمين في رابعة لا يرمز إلا في رغبتهم بعودة "مرسي" للحكم، ومركز لإمارة الإخوان في مصر، وإذا لم تتحرك فأنت مؤيد للعنف الذي يتبنوه سواء في القاهرة أو سيناء. وحتى الآن في انتظار تقرير الطب الشرعي الذين يوضح من قتل المتظاهرين في ميدان رابعة. *وماذا عن فكرة المصالحة الوطنية؟ أنا أرفض الفكرة، فجماعة الإخوان كلها مؤمنة بأدبيات تكفر الشعب ولا تؤمن بوجود دولة مصرية من الأساس، لأن أفكارهم كلها مسممة، وإذا اعتبرنا أن حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للإخوان، فمتى يظهر الجناح العسكري؟، هذا وقد ظهر بالفعل في رابعة والحرس الجمهوري، وفي النهاية هي جماعة ملوثة بالدم. *ما هي أولويات الحكمة القادمة لمصر؟ أولا: تنفيذ خارطة الطريق، وثانيا: حل الملف الأمني سريعًا والقضاء علي البؤر الإجرامية، وأيضا يجب الاهتمام بالملف الاقتصادي والقضاء علي الفساد الذي أضر بمصالح مصر. * كيف يمكننا الحفاظ علي الثورة لئلا تسرق ثانية ؟ في البداية علينا أن نقرأ التاريخ جيدًا، ونتعلم من أخطاء الماضي، ونثق في الشباب الذي تمكن من رسم ملحمة ثورية رائعة، ونبتعد عن تقديس الأشخاص الذين دائما ما ننخدع بهم، وفي النهاية كل المفاتيح في أيدي الشعب وعلينا أن نقترب منه لتحقيق أهداف الثورة. أخبار مصر - البديل