ورث المنشد الشيخ محمد الشرنوبي، عن والده حلاوة الصوت والهيام بعالم المنشدين والمداحين، وانخرط في عالم الصوفية، كما انتمى للطريقة الشرنوبية، التي حمل اسمها شهرة له. ولد الشيخ محمد عبد الرزاق الفقي، في تلا بالمنوفية 1960، واستقر به الحال حاليًا بالمنصورة، طاف مع والده طفلًا حلقات الذكر والإنشاد، ووجد طريقه مع المداحين، لم يتلق تعليمه في مدارس وإنما افسح المجال للروح وتلقائية الإحساس ليتعلم من الحياة، لم يدرس الموسيقى والغناء وتعلمهما سماعي، مطلقًا العنان لإحساسه المرهف بالنغم، مؤمنًا بأن كل ما هو عظيم بدأ من وحي الخيال، وانطلاق الروح. قال إنه تعلم الكثير على يد شيخه ومرشده كبير الطريقة الشرنوبية الشيخ عزت الشرنوبي، وابنة الشيخ العالمة المتصوفة الشيخه فاطمه الشرنوبي، لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل وعي الشيخ وأفكاره. اشتهر بلقب فرقته "أمير المداحين"، مع عازفيها شكل فريق عمل تواصل بالإشارة والإحساس فأعضاء الفرقة معتادون على شطحات خيال شيخهم الذي ينطلق خياله مع ألحان أناشيده التي يضعها بتلقائية إحساسه وفطرته. يقولون إنهم لا يعدون برنامجًا مسبقًا للحفلات التي يقدمونها، وإنما يحكم البرنامج إحساس الشيخ ورغبته التلقائية في إنشاد أي من الأعمال التي تحفظها الفرقة وتستطيع متابعة مساحات الإرتجال الواسعة للشيخ، بعد تجربة عمل طويلة معه دامت أكثر من اثني عشر عامًا. تتكون الفرقة من العازفين: محمد عمر على الناي والكولة التي تلعب دور البطولة في غالبية ألحان الشيخ الشرنوبي، وإبراهيم الحلواني على العود، إبراهيم عبد النبي على الدف، والعازف وحيد حموده على الطبلة. تميز الشيخ الشرنوبي بروح المتصوف الخجول، التي تغلب كل ما عداها من صفاته وتنساب أنغام مدائحه النبوية مشحونة بدفء عاطفي وشجن عاشق يتلذذ بمديح خير البشر نبينا عليه الصلاة والسلام، ويتفنن في تكريم آل بيت الرسول الكرام في إنشاده، لكن شيخنا اعتبر أن وصف مداح الرسول خاطئ، واستشهد بمقولة الشاعر الصوفي الكبير عمر ابن الفارض، واعتبر أنه يتشرف ويتكرم وينال عظيم الشرف بتعطير فمه بمدح الرسول الكريم.