فى شهر رمضان الكريم كثيرًا ما نشترى الفول الساخن والخبز وغيرهما من الأطعمة التى نشتريها فى أكياس البلاستيك، وأثبتت الدراسات الحديثة أن هذه العادة تصيب الإنسان بأمراض كثيرة وخطيرة؛ وذلك لأن المواد المصنوع منها المنتجات البلاستيكية تذوب في الأطعمة المحفوظة بداخلها، ولمعرفة المزيد عن أخطار المنتجات البلاستيكية على صحة الإنسان يحدثنا كل من الدكتورة سحر العقبي أستاذ التغذية بالمركز القومى للبحوث، والدكتور جمال نوب أستاذ التغذية بالمركز. وتحذر سحر من استخدام العلب والأكياس البلاستيك والنايلون في نقل أو حفظ الطعام مثل الخبز أو الفول أو الكشري أو حمص الشام خاصة إذا ما كان بداخل الكيس ساخناً. وتوضح أن خطورة البلاستيك ترجع إلى المواد الكيماوية التي تدخل في تركيبته والتي تتفاعل مع المادة الغذائية التي بداخله، وهو ما يهدد بحدوث الأورام السرطانية مع تكرار استخدام الأكياس البلاستيكية بصورة يومية. ويحتوي البلاستيك على مادة "الديوكسين" وهى التي تسبب مرض السرطان، وبالأخص سرطان الثدي. ويحذر العلماء من تغطية الخبز والطعام الساخن بالأكياس والأغطية البلاستيكية، حيث ستذيب السموم الموجودة بالبلاستيك، وبالتالي تختلط هذه السموم مع الطعام المكشوف، فمن الأفضل تغطية الطعام بالورق بدلاً من البلاستيك. كما أكدت دراسة بالمركز القومى للبحوث أن استخدام الأكياس البلاستيكية السوداء يصيب بأمراض خطيرة، أهمها السرطان وألزهايمر والضعف الجنسى. وأكد الدكتور جمال نوب الأستاذ بالمركز القومى للبحوث أن استخدام الأكياس السوداء بصفة دائمة مع المنتجات الغذائية القابلة لامتصاص المواد السامة يتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض، خاصة وأن هذه الأكياس تصنع من إعادة تدوير المخلفات وأكثرها سامة. وأشار الباحثون إلى أن تغيير بعض السلوكيات الخاطئة فى التعامل اليومى مع الغذاء، سواء مراحل النقل أو التغليف، تبعدنا عن مخاطرها، والأكياس السوداء لها أضرار ليس فقط على المأكولات الطازجة بل أيضاً على المأكولات الجافة؛ لما لها من سرعة امتصاص البقوليات وغيرها. كما أظهرت دراسات أن مادة "بيسفينول أ" التي تستخدم في صنع زجاجات البلاستيك وغيرها من المنتجات الاستهلاكية التي تستعمل في الحياة اليومية تؤثر سلباً على الخصوبة عند النساء وتتسبّب باعتلال في نبضات القلب، كما تؤدي إلى مشاكل في الخصوبة لدى النساء والأطفال الذين يتعرّضون لهذه المادة الكيميائية. وأوضح "نوب" أنه ليست كل الأكياس البلاستيكية السوداء تهدد صحة الإنسان، بل هناك أكياس صنعت معتمدة على الأبحاث العلمية والمعملية وليست ضارة بصحة الإنسان، ولكن المشكلة أن إنتاجها مكلف جدًّا؛ لذا تلجأ بعض المصانع إلى إعادة تدوير المخلفات لصناعة هذه الأكياس. وتستخدم هذه المادة المعروفة أيضاً باسم "بي بي إيه" في المواد البلاستيكية، كالأقراص المدمجة والنظارات الشمسية وعبوات المياه، وقد أظهرت دراسات وجود علاقة بينها وبين السرطان والسكري وأمراض القلب واضطرابات النمو لدى الأطفال والأجنة. ويكمل "نوب" حديثه عن أضرار الأكياس البلاستيك، فيقول: إنها غير قابلة للتحلل فى البيئة بصورة طبيعية، ولا تتم إعادة تصنيعها؛ مما يجعلها عبئًا على المكان الذي تستقر به، مسببة تلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها. كما تحتوي على مواد كيميائية تذوب في الغذاء وتسبب أمراضًا في الكبد والرئة، واستخدام هذه الأكياس أدى إلى وجود متبقيات من مواد التصنيع في دم الإنسان والتي تعد سببًا أساسيًّا في وجود أخطر الأمراض الخبيثة، وهناك خطر مباشر لهذه المواد على صحة الإنسان بالنظر إلى استخدام الأكياس البلاستيكية في حمل الوجبات الغذائية الساخنة على نحو ملحوظ في البلاد؛ مما يجعل حمل الأطعمة الساخنة بداخلها خطراً مباشراً على صحة الإنسان. ويحدد جمال بدائل لتجنب مشاكل المواد البلاستيكية، فيقول: علينا أن نحرص على شراء واستخدام أوعية الماء الزجاجية بدلاً من البلاستيكية، وفي حال شرائك قنينة الماء البلاستيكية لا تقم بإعادة تعبئتها أو تجميدها في الفريزر، كما يمكننا استبدال الأكياس البلاستيكية أثناء تسوقك بحقيبة التسوق الخاصة بك، وعدم شراء المواد الغذائية وخصوصاً الساخنة منها في أكياس النايلون، واحمل معك وعاءك الخاص.