رفعت القوات المشتركة من الشرطة والجيش، حالة الاستنفار الأمنى في سيناء اليوم، وتوافدت أعداد جديدة من الأفراد والمدرعات، بعد أحداث العنف الدامية التي شهدتها المحافظة أمس. أغلقت القوات كافة مداخل ومخارج سيناء، ونشرت عشرات الدوريات من الشرطة العسكرية للقبض على منفذي عملية تفجير أوتوبيس عمال مصنع أسمنت العريش. كما أكد مصدر أمنى رفيع المستوى أن طائرات الجيش المزودة بأجهزة الرؤية الليلية بدأت في التحليق بعد الحادث بدقائق للكشف عن الجناة والبؤر الإجرامية في سيناء. شهدت سيناء على مدار الأيام القليلة الماضية، منذ عزل محمد مرسي، تصعيد بالغ وأحداث دامية من الجماعات الجهادية التي ترغب في زعزعة الأمن هناك بشكل مقصود ومدروس. استهدف هجوم وحشي، أتوبيس نقل عمال أسمنت سيناء في الساعات الأولى لصباح اليوم، حيث تم تفجيره بقذيفة ''أر بي جي'' كانت تقصد مدرعة للجيش المصري، والتي كانت ضمن تأمين الحافلة، ولكن الجناة طاشت قذيفتهم لتصيب الأتوبيس ليسقط خمسة قتلى وتتناثر أشلاء البعض الآخر، حيث أكد شهود العيان أن من بين السبعة عشر مصابًا الذين نقلوا إلى المستشفيات من بترت أعضاؤه جراء الانفجار، فضلا عن أن الخمسة قتلى لم يجدوا منهم غير جثتين فقط، وآخر لم يجدوا غير رأسه. وقامت عناصر إرهابية بتفجير مقر قسم شرطة القسيمة " تحت الإنشاء " بوسط سيناء، بعد الحادث الأول بأقل من ساعة، وأسقطت تلك العملية قتيلًا يدعى سليم سالم مضعان من أهالي المنطقة، وإصابة طفلا، وقد تم نقله إلى المستشفى العام بالعريش. وأوضح مصدر أمني رفيع المستوى، بأن المسلحين قاموا بوضع عبوات ناسفة أسفل جدران قسم شرطة القسيمة بوسط سيناء، بعد أن انتهت وزارة الداخلية من إنشاء مقر القسم متوقفًا على بدء تشغيله قريبًا إلا أنَّ الجماعات المسلحة فجرته بعبوات ناسفة كنوع من أنواع التهديد الذي تعيشه قوات الشرطة والجيش في سيناء، منذ عزل مرسى، وذلك للضغط على الجيش للعدول عن قراراته وإرادة الشعب. أكدت مصادر أمنية أن اشتباكات عنيفة وقعت خلال عملية تهريب أفارقة إلى داخل إسرائيل بين المهربين وجنود الأمن المركزي، وذلك عند العلامة الحدودية 25، الفاصلة بين مصر وإسرائيل شمال منفذ العوجة بوسط سيناء. أعلن عصام العريان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي '' فيسبوك'، وسط كل هذه الأحداث الدامية والعنيفة التي تمر بها شبه جزيرة سيناء، أن رأي جماعة الإخوان يتلخص في أن أحداث العنف ضد المدنيين وضد الشرطة والجيش في سيناء هي أعمال مخابراتية مقصودة لتشويه سلمية الاحتجاجات الثورية، وأكد على كلامه المتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد، موضحا أن كل هذه الأحداث هي تشتيت للرأي العام العالمي والمصري على ما حدث من انقلاب عسكري على شرعية محمد مرسى - على حد قوله.