يأتي رمضان من كل عام مفعمًا ببهجة مميزة يستشعرها الجميع، كما أنه ارتبط في أذهان المصريين بعادات ثابتة قد تكون لها السر في سحر هذا الشهر الخاص، وبعض هذه العادات معروف للجميع وبعضها يظل مجهولا، ويشترك في تلك العادات كل المصريين، فمسيحيو مصر وإن لم يمكنهم مشاركة إخوانهم المسلمين في الطقوس الدينية، إلا أنهم يشاركونهم عاداتهم واحتفالياتهم الاجتماعية بشهر رمضان. الفانوس هو أحد العادات التي تعلق بأذهان المصريين في رمضان وارتبط بكل الأعمار السنية، وهذا ما يقوله وليد الشربيني أحد تجار الفوانيس بالسويس، حيث يروى أن الفانوس أحد مظاهر استقبال الشهر الكريم في العصر الفاطمي ومن حينها وهو عادة مصرية، بدأ بهدايا للأطفال حتى أصبح رمزًا للشهر، ثم انتقل ليصبح وسيلة للتهادي في فترة الخطوبة وما قبلها، حيث إن أغلب زبائنه من هذه الفئة العمرية. وأضاف وليد أن أسعار الفوانيس هذا العام تتراوح ما بين عشرة جنيهات ومائة جنيه، ويزاد الإقبال على الشكل القديم لها وهو الفانوس النحاسي الذي يعمل بشمعة بعدما انتهت موضة فوانيس الأغاني والسيارات وأبوتريكة، ويأتي في المركز الثاني فانوس "أسبونش بوب"، مؤكدًا أن الأحداث المتلاحقة في مصر لم تؤثر إطلاقًا في نسبة الإقبال على شراء الفوانيس. ويختلف الوضع عند صناعة الحلويات، فيقول أحمد حسن - صانع قطايف -: إن الخوف الذي يسكن الناس تسبب في تراجع سوق الحلويات حتى مع تراجع أسعارها هذا العام عن العامين السابقين، ويروى أن قديمًا كان من قبل ليلة الرؤية يتهافت الناس على شراء الحلوى وخاصة ( الكنافة والقطايف ). ويظل سوق "الياميش" هو السوق الأكثر حظًا في رمضان، حيث يقول سيد عبد العال تاجر: رغم غلاء الأسعار لا يزال الإقبال بشكل كبير لكنه قد يكون أثر قليلاً على كميات الشراء، ويرجع التاجر سبب غلاء الأسعار إلي رفع رسوم الجمارك، وعن سبب إقبال المصريين على شراء الياميش في شهر رمضان أجاب: "دى عادة ورثناها عن آبائنا، ورمضان بقى موسم". وكذلك الحال بالنسبة لسوق التمر، حيث يرجع الحج رجب - تاجر - سبب ارتفاع الأسعار إلى قلة محصول النخيل هذا العام، مما أدى إلى قلة التمر وبالتالي زيادة سعره، ولكن تلك الزيادة لم تؤثر على التجار أيضا بسبب قلة المحصول. وعلى الرغم من كل ما يحدث في البلاد، تصبح الزينة هي دليل الفرحة الملموس على شهر رمضان، ولكن مع تقدم الوقت أصبح من النادر أن تجدها في الشوارع الكبرى والرئيسية، إلا أنه لا يمكنك أن تجد "حارة" إلا وسهر شبابها وأطفالها يتسلقون عمدان النور والشرفات لتنير الزينة ليل الشوارع ومن قبلها قلوب الأطفال. يقول أحمد الجمل - موظف - إنه بالرغم من كثرة الالتزامات في شهر رمضان ومع ارتفاع الأسعار ولكنه لا يشعر بكل ذلك، فعلى حد قوله "ربنا يكرمنا في الشهر ده، لأن رمضان كريم". أخبار مصر - البديل