أكد الخبراء الاستراتيجيون والسياسيون، على ضرورة استغلال الفترة الحالية، بعد سقوط حكم "الإخوان"، لإعادة صياغة السياسية المصرية الخارجية، والانفتاح مع جميع الدول والاتجاه إلى العقيدة الشرقية لإحداث توازن مع الغرب، مطالبين بإعادة العلاقات مع إيران وجنوب إفريقيا والاستفادة من الموقف الروسي، في مواجهة أمريكا. وأضاف الخبراء، أنه يجب استخدام الموقف الروسي، والدول المؤيدة لثورة الشعب، وموقف الجيش المصري، لتكون ورقة ضغط، لإحداث توازن في ميزان القوى، وأيضًا كورقة ضغط ضد أمريكا، للرضوخ لمطالب الشعب، وعدم مسادنتها ل "الإخوان"، مؤكدين أن سبب توتر العلاقات مع الدول الشرقية خلال فترة حكم "مرسي"، لأنه تبني سياسة الغرب بشكل كامل، كما أن التيار الاسلامي متهمًا بدعمه للإرهاب. بداية قال اللواء محمد يسري قنديل- الخبير العسكري والاستراتيجي، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن إعادة صياغة العلاقات الروسية المصرية مهمة، لكي يكون هناك توازن في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن تبنت مصر التوجهات الغربية بعد حرب 1973، بشكل كامل، وأصبحت التوجهات الشرقية موجودة داخل المؤسسة العسكرية فقط، نظرًا لوجود بعض الأسلحة الروسية. وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي، إلى أن التوجهات الشرقية استمرت في سوريا فقط، وبعد أن أصبحت سوريا في مأزق، بسبب الأحداث التي تشهدها، كان على روسيا السعي إلى تحسين العلاقات مع مصر، وخاصة القوات المسلحة، كونها الجيش الوحيد المتماسك في المنطقة وله تأثير، وهم يفضلونه عن كل الجيوش العربية، رغم انقطاع العلاقات بشكل جزئي خلال السنوات الماضية. وعن سوء العلاقات مع روسيا وتنديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحكم الأخوان، قال المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر بعد ثورة 25 يناير كان يهمها عدم المد الأسلامي، لأن الأسلاميين متهمين بالتطرف والأرهاب، وروسيا عانت من الأرهاب كثيرًا، ولذلك كانت العلاقات معا متوترة خلال الفترة التي حكم "مرسي" الذي كان يتبنى السياسية الأمريكية ويسعى إلى تنفيذها في الشرق الأوسط، ولذلك كانت روسيا تتخذ مواقف واضحة ضدهم. وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن التعاون العسكري مع روسيا سيفتح مجال للجيش المصري لتنويع مصادر التسليح سواء من روسيا أو من الصين أومن كوريا، وجميعها مصادر مهمة جدًا وتجعلنا نتفوق على اسرائيل في السلاح دون أن يملي علينا أحد شروطه، قائلًا نحن جربنا السلاح الروسي في الحروب السابقة وانتصرنا به في حرب 1973، كما أن اسلحتهم تتناسب مع الاستخدامات المصرية أكثر من الاسلحة الأمريكية. وفي نفس السياق قال الدكتور حسن نافعة- استاذ العلوم السياسية، إن كل القوى الدولية تهتم بما يدور في مصر لأنها العمود الفقري للشرق الأوسط، ومن يسيطر عليها سيطرعلى الشرق الأوسط ومنه على العالم، موضحًا أن مصر على مدار السنوات السابقة، كانت منحازة تمامًا للغرب، وكان هذا واضح في سياسيات الإخوان، وخاصة بعد إعلان الجهاد في سوريا لأنه يصب في صالح أمريكا، ويعتبر تحدي للتوجهات الشرقية، ولذلك كانت العلاقات مع الدول الشرقية متوترة تمامًا. وأضاف "نافعة"، أنه بعد زوال حكم "الإخوان"، وجدت روسيا الفرصة سانحة لإعادة صياغة علاقتها بمصر مرة أخرى، والتي كانت على مر عقود من الزمن صديق وحليف قوي لها، مؤكدًا على ضرورة استثمار موقف روسيا الحالي، لأنها مؤيد قوى ولها تأثير واضح على الساحة الدولية، ومن خلالها والدول الشرقية التى أيدت إرادة الشعب المصري، يمكننا مخاطبة العالم والتأكيد على أن ما قام به الجيش تنفيذًا لمطالب الشعب وليس إنقلاب عسكري، كما يدعي بعض الذين تربطهم مصالح مع "الاخوان". وأكد استاذ العلوم السياسية، أن على مصر استغلال المرحلة الحالية في إعادة صياغة علاقتها مع العالم، والانفتاح مع "إيران وجنوب افريقيا، والدول الشرقية بالكامل" لأن الوقت حرج وتصيح المسار السياسي مطلوب. وعلى الجانب الأخر قال اللواء الدكتور سامح أبو هشيمة- الخبير العسكري والاستراتيجي، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، إن العلاقات الروسية المصرية كانت منقطعة في عهد "الاخوان"، لأن الرئيس الروسي يعلم جيدًا أن مرسي بعيد تمامًا عن التوجهات الشرقية، ومعروف أنه يتبنى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ويسعى إلى تنفيذها، بالإضافة أنه كان ضد التوجهات الروسية في سوريا. وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي، أن المرحلة الحالية تشهد تحولًا جديدًا في تاريخ مصر، من حيث إتخاذ خطوات تصحيحية تجاه سياستها الخارجية، ولذك الدعم المقدم من الدول وتأيدها يعتبر ورقة إعتمادها من جديد لدى مصر، لأنها صاحبة الموقع الجغرافي الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط. وتابع المحاضر بأكديمية ناصر العسكرية، أن التحول من عقيدة إلى عقيدة ليس سهل خاصة في اسلوب التسليح، والجيش المصرية له عيقدة عسكرية لأنه تبنت اكثر من عقيدة خلال العقود الماضية سواء العقيدة "الشرقية أو الغربية". وأضاف أبوهشيمة أن العلاقات مع روسيا وخاصة العسكرية لن تنقطع رغم تبني التوجهات الأمريكية، لأنه يوجد بعض الأسلحة التي نعتمد فيها على الشرق وخاصة السلاح الجوي، مبيًنا أنه يتم استيراد الأسلحة الجوية من روسيا، لأنها تتلائم مع طبيعة الاستخدام المصري، فضلًا عن أن التكنولوجيا الروسية أقل سعرًا من الأمريكية، وسهلة الاستخدام كما أن اغلب القادة الكبار في القوات المسلحة، متدربين في الاتحاد السوفيتي، ولذلك مازالت عقيدة الشرق موجودة بداخلنا. أخبار مصر- البديل قنديل: يجب إعادة صياغة العلاقات المصرية الروسية لإحداث توازن في الشرق الأوسط التعاون العسكري مع الشرق سيفتح مجال للجيش لتنويع مصادر التسليح نافعة: علينا إعادة علاقتنا مع إيران وجنوب إفريقيا.. والدول مهتمة بمصر لأنها العمود الفقري للشرق الأوسط أبو هشيمة: الدول تقدم ورقة اعتمادها لمصر بعد تصحيح المسار بسقوط الإخوان