بعد مراهنات متعددة الأقطاب على القوى السلفية والتكفيرية وداعميها، قرر الرئيس الأمريكي"أوباما" تسليح تلك القوى علنًا بعد تلقيها سلسلة من الخسائر الميدانية، في أعقاب نجاحات حققها الجيش النظامي السوري على طول المنطقة الحدودية مع لبنان، وقطع شريان الإمداد من هناك. ووفقًا لما جاء في تقرير لقناة "الميادين" فإن إعلان البيت الأبيض تقديم الدعم عبر المجلس العسكري الأعلى، برئاسة الضابط المنشق "سليم ادريس" ليس فيه مفاجأة، كما واكب الإعلان الأمريكي جدل واسع في الأوساط الدولية لتوجيه الاتهامات للحكومة السورية باستخدامها الأسلحة الكيميائية، لإيجاد مبرر للتدخل العسكري هناك. وتوسيع نطاق الدعم الأمريكي لقوى المعارضة سيتجسد عبر شحنات للأسلحة الخفيفة، من بنادق وذخيرة يعززها الإبقاء على بعض بطاريات صواريخ "باتريوت" وطائرات مقاتلة من طراز "اف-16" في الأردن، بعد الانتهاء من مناورات "الأسد المتأهب". من ناحيتها أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية انه "عندما بدأت الثورة السورية علمانية مطالبة بالحرية والديمقراطية، كان من الطبيعي أن تدعمها الولاياتالمتحدة، لكنها لم تفعل، أما الآن وقد باتت تشبه الحرب الإقليمية بسبب تداخلاتها، قرر الرئيس أوباما التدخل". وعلى جانب آخر فإنه بالرغم من عدم توافر المعلومات الموثقة حول أعداد وحجم تلك الأسلحة، إلا أن الجيش السوري دخل مرحلة صعود إستراتيجية في قتاله، وشن هجمات ضد العناصر المسلحة في شمالي البلاد ومحيط مدينة حلب، بل استطاع تحقيق إنجازات حاسمة لمسار الصراع. الاستخدام الفعال للأسلحة الخفيفة بأنواعها المتعددة قد يسهم في تعزيز مكانة ما يسمي "الجيش الحر" أمام المجموعات الأخرى للمتمردين، خاصة وأن هناك إجماعًا بين الأوساط الأمريكية على توفر أفضلية تسليح عناصر جبهة النصرة مقارنة بالمجموعات المسلحة الأخرى، ومن شأن الأسلحة الخفيفة أيضًا، إبقاء سيطرة المسلحين على مناطق معينة بمدينة حلب، لكنها غير فعالة في شن هجوم أو التصدي للجيش النظامي السوري، لا على مستوى الأرياف أو في الأجواء، كما أن بعض التسريبات الإعلامية تفيد بان أسلحة ثقيلة هي في الطريق إلى قوى المعارضة، حيث أعلن موقع الاستخبارات "الإسرائيلية" "ديبكا" أن الأوروبيين ودول حلف الناتو قد سلمت المعارضة السورية صواريخ مضادة للدروع وللطيران ومدافع عديمة الارتداد عيار 120 ملم. من جهة أخرى فإن دور الأردن وتركيا قد تعزز بالسماح لشحن الأسلحة عبر أراضيهما، مع إدراك تام لسخونة الأوضاع وما قد يترتب عليها، فتركيا لا تزال مسرحًا للتظاهر والاحتجاجات التي أشعلها تحدي رئيس الوزراء "اردوغان" ومنذ بداية الصراع في سوريا، لعبت تركيا دورًا محوريًّا لمرور الأسلحة إلى قوى المعارضة. أما الأردن والسماح لشحنات الأسلحة عبور أراضيه، تشير معلومات موثقة إلى إرساء 300 عنصر من البحرية الأمريكية، "المارينز"، وانتشارهم في الشطر الشمالي للبلاد بمحاذاة سوريا، وبقاء عدد من بطاريات صواريخ "الباتريوت" الأميركية المضادة للطيران على أراضيه، تحضيرا لتسليح قوى المعارضة السورية.