يتوافد الآلآف من الناس من كل عام"بين المريدين والمحبين"، للمشاركة في احتفالية ذكري مولد سيدي أبو الحجاج جنوب الصعيد، وبالتحديد محافظة الأقصر، والتي تتعطر وتتزين بأبهي الحلي بهجة بالاحتفال، ولتشدو قلوب المريدين بأطيب أناشيد الذكر الديني، ويأتي المنشدون من كل صوب، لإطراب الجموع بأجمل ما قيل في وصف النبي محمد وآل بيته الكرام. وتشيع أنوار الفرحة في قلوب المحبين له، و ترتسم البسمة علي وجوه الأطفال الذين ينتظرون الأحتفال لعام بعد عام للتمتع بالحلوي التي يمكنهم الحصول عليها من خلال المولد فقط. بينما تعكف النساء علي أعداد وجبة من الطعام , مكونها الرئيسي ما يعرف ب " كباب المولد " وهو عبارة عن حبوب القمح مضاف إليها القليل من الخضراوات واللحم، والذي لا يتم إعداده إلإ في فترة المولد. يقول عبد المنعم عبد العظيم – باحث اجتماعي، عن سيرة سيدي أبو الحجاج الأقصر: إنه ولد في أوائل القرن السادس الهجرى ببغداد في عهد الخليفة العباسى، لأسرة كريمة، ميسورة الحال، عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية، وينتهي نسبه إلى إسماعيل أبي الفراء بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وأشرف أبو الحجاج الأقصري على الديوان في عهد أبي الفتح عماد الدين عثمان ابن الناصر صلاح الدين الأيوبي، ثم ترك العمل الرسمي وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية فالتقى أعلام الصوفية فيها، خاصة أتباع الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالرازق الجازولي، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبوالحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائي ، وأقام واستقر بالأقصر حتى وفاته في رجب سنة 642 هجرياً وفي عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب عن عمر تخطى التسعين عاما، ودفن في ضريح داخل مسجد سمي باسمه بنى فوق أطلال معبد الأقصر. وأضاف أنه كان لأبي الحجاج مجلس علم يقصده الناس من كل مكان، وقد ترك تراثا علميا، من أشهره منظومته الشعرية في علم التوحيد، التي تقع في 99 بابا وتتكون من 1333 بيتا من الشعر. وأشار عبد العظيم، إن الأقصر تقيم كل عام في اليوم الرابع عشر من شعبان، احتفالا بالمولد ما يسمي ب "دورة أبو الحجاج" يحمل طابعا خاصا وعادات وموروثات ترجع إلى العصور الفرعونية وتشبه طقوس احتفال المصريين القدماء بالإله آمون. يخرج الناس إلى ساحة مسجد أبي الحجاج الأقصري ويتحركون منها طائفين شوارع الأقصر، مرددين الأناشيد الدينية ويرتلون القرآن ويمارسون التحطيب والرقص بالعصا والرقص بالخيل وركوب الجمال التي تحمل توابيت من القماش المزركش. ومن ملامح احتفالات مولد أبي الحجاج الأقصرى، المركب الذي يجره الآلاف ويطوفون به شوارع المدينة يتبعه عربات تحمل أصحاب المهن المختلفة كل يمارس عمله فوق هذه العربة من النجارين والطحانين وغيرهم في مشاهد تمثيلية هزلية وكرنفال شعبي وفني، ويتم هذا بحضور عدد من قيادات مسئولي المحافظة. أكد اللواء خالد ممدوح، مدير أمن الأقصر، إنه تم تمكين الاستعدادات الأمنية اللازمة لإقامة المولد، وذلك للحد من وقوع أي فوضي أو أي أعمال إجرامية خلال فترة الاختفال.