طائفيون خدعهم رجال الدين بفتاوى مضلله، صوتوا لأنه قيل لهم الله يريد ذلك، وعليه العوض ومنه العوض و لك الله يا مصر. تفسير سهل.عيبه انه لن يجعلنا نفهم. المحلاوي وحسان ليسوا هرقل، وقليل من التأمل سيكشف أن شعبية عمرو خالد ومعز مسعود اكبر. الزميلة سهير أباظة سالت واحد ممن نهوى إطلاق لفظ مواطن بسيط عليهم هل ستصوت بنعم لانه حرام تصوت ب”لا”، فأجاب: ليه هو أنا بنتخب النبي؟.. ببساطة لسنا مجتمع مغيب. اعلم انك بدأت تستفز، وتقول: كان هناك اصطفاف طائفي لا ينكره إلا أعمى أو احمد سمير.. لم أنكر، لكن تفسير الاصطفاف الطائفي محل الخلاف، أرى أن المصالح تحسم الفعل السياسي ومصالح من صوت لنعم كانت اعقد وأهم من مصالح من قال لا. مصلحة الإخوان والسلفيون والوسط والعمل كانت”نعم” لأنها تضمن أن من سيصيغ الدستور مجلس منتخب لن يقصيهم من العمل السياسي ” شبح المادة الخامسة” ولن يلغى المادة الثانية لان المنتخب يدرك أن الأغلبية تريدها، كما إن “سيناريو نعم” يعنى جدول زمني واضح لرحيل العسكر الذين اصطدموا بالإسلاميين من 54 . هنا فشل معسكر “لا” في إقناع شريحة ضخمة بأنه قادر على حماية “مصالحهم”، فعدم طرح أنصار “لا” أليه لانتخاب لجنة تأسيسية جعل ملايين يريدوا المادة الثانية ينضموا ل”نعم” ضد احتمال لجنة معينة تضع الدستور بدونها، والحديث عن فترة انتقالية لحين تستعد القوى السياسية حفز ملايين للتصويت بنعم لأنهم يعتقدون ان “الجيش يحكم والديمقراطية تعنى عودته لثكناته”. وهناك محافظات في الريف والصعيد تصدر مظاهرات الثورة الإخوان وبالتالي فأهلها يعتبرون “الفعل الثوري” هو التصويت ب”نعم “لرحيل الجيش. أضف لهؤلاء ملايين تريد رواج محلاتها وأعمالها، سيناريو “لا” يتحدث عن فتره انتقالية طويلة، والتجار لا يحبون الفترات الانتقالية.. هذه حقيقة علمية. والوطني، عفوا.. ليس هناك كائن خلقه ربنا اسمه حزب وطني، هناك عائلات كبرى في الريف والصعيد اعتادت طرح أبنائها وطني ووطني بشرطه وعلى مبادئ الوطني، هؤلاء موجودون على الأرض ولا يعنيهم إن البرادعي غير جاهز.. هم دوما جاهزون للانتخابات فلماذا البرادعى غير جاهز. هناك طرح حمى مصالح وطرح لم يحمى مصالح.. والانحياز دوما للمصالح. في المقابل، هناك النشطاء الذين عبروا عن أنفسهم من خلال الفيس بوك واحتشدوا في الثورة، التأجيل مصلحة لهم ليتمكنوا من تنظيم أنفسهم على الأرض فكان التصويت لسيناريو “لا”. والمسيحيون صوتوا ل “لا” لأنهم يحتاجون لضمانه من دستور حقيقي يحمى مصالحهم كأقلية في مجتمع حر غير إقصائي. وهناك شباب يريدون حرية ومصلحتهم في دستور يضمن الحريات وهو ما يريدون إنتاجه الآن في لحظة التوهج الثوري، ودستور 71 مخيف جدا لمن يرغب في ديمقراطية. وهناك مثقفون ف”لا” تعبر عن الثورة على سلطة الجيش وسيناريو الجيش وتعديلات لجنة الجيش. عموما مصالح “لا” ومصالح “نعم” أنتجت لنا مصلحة مشتركة وهي إعلان دستوري يلغى سلطات الرئيس ويعطى ضمان لدستور جديد، فعباس الضو مفيد عندما قال لا، كما إن إطلاق حرية إنشاء الأحزاب وفقا لبرنامج المجلس العسكري حال التصويت “لنعم”، ستنقلنا من دهن الرصيف ومتابعة الثرثرة حول الدستور في التلفاز لبناء قوى حقيقية تقينا الفزاعات. إذا فهمنا تركيبة نعم وتركيبة لا، لن نقفز على استنتاجات حول شعبية الإخوان، بل على العكس فمع الاعتراف بوجودهم الحقيقي وتعبيرهم عن قيم محافظة للطبقة الوسطى لكن هناك ملايين صوتوا ب”لا” تخوفا من برنامج إقصائي يمنع المرأة والمسيحي من الترشح للرئاسة، وإذا لم يعالجوا هذا في برنامج حزبهم ويعملوا من خلال حزب مفتوح يضم المؤيدين لأفكارهم بغض النظر عن مدى موافقة الجماعة عليه “دينيا”سيبقى الإخوان فزاعة تعطل التطور الديمقراطي لمصر. ابنة خالي لم تصوت ل”لا” لأنها علمانية وآخى لم يصوت ل “نعم” لا لأنه مغيب من الإسلاميين، واختزال الآلاف كانوا في طابور الانتخاب في يافطه هنا ومجموعة سيدات مسيحيات هناك يعمي، فهذه مشاهد رأيناها فعلا وليست كل ما رأينا. الملايين التي قالت لا كانت واضحة في أنها لا تريد دولة دينية يحكمها رجال دين والملايين التي قالت نعم كانت واضحة في أنها لا تريد دولة عسكر، قد نتشاجر أمام اللجان وعلى الفيس بوك لكن المكسب أن كلانا يريد دولة ديمقراطية.